رئيس التحرير

الكاتبة الفلسطينية د.أحلام محمد أبو السعود تكتب :خارطة المناطق الآمنة» وإخلاء سكان مدينة غزة

السبت 13-09-2025 15:13

✍️ بقلم: د.سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية
🔴 مقدمة موجزة
ما أعلنته المتحدثية العسكرية الإسرائيلية من تقسيم لخرائطٍ ملونة (أحمر: مناطق قتال خطيرة — أزرق: مناطق «قابلة للانتقال» لكن ليست إنسانية — أخضر: «منطقة إنسانية» محددة) ليس مجرد مناورة إعلامية أو تكتيك عسكري محض؛ بل هو محاولة لشرعنة عملية نزوح جماعي قسري واسعة، وإعادة رسم خارطة الوجود الفلسطيني داخل القطاع، في ظروفٍ لا توفر الحدّ الأدنى من ضمانات الحماية أو الخدمات الإنسانية للنازحين.

🟡 أولاً — قراءة سياسية للخريطة الإسرائيلية وأهدافها
الخريطة التي تصف مناطق كاملة على أنها «حمراء» و«مناطق قتال خطيرة» تعمل على تحقيق أهدافٍ متعدِّدة:

1. خلق مشروعية ظاهرية لعمليات عسكرية مكثفة داخل مناطق مأهولة.

2. تمرير مسؤولية النزوح إلى المدنيين («اذهبوا إلى المنطقة الإنسانية») مع إبقاء السيطرة الفعلية على تحركاتهم.

3. إعادة توطين سكاني قسري داخل نطاق جغرافي محدود يسهّل مراقبتهم وقطع الإمداد عنهم أو فرض شروط سياسية لاحقة.

🔵 ثانياً — الواقع الميداني: لا وجود «لمناطق آمنة» فعلية
المنظمات الدولية أكدت أنه «لا مكان آمن في غزة». إعلان منطقة «إنسانية» لا يعادل توفير حماية أو خدمات، بل أن البنية التحتية المدمرة، ونقص الماء والدواء والغذاء، والضغط الهائل على مراكز الإيواء يجعل من أي انتقال مجرد حلقة جديدة في معاناة الشعب الفلسطيني.

🟣 ثالثاً — البُعد الديموغرافي والإنساني
هل تستطيع المواصي استيعاب 2.3 مليون نسمة؟ حتى لو توفرت مساحات فارغة، يبقى السؤال: من يوفّر المياه، والمأوى، والرعاية الصحية، والحماية من القصف؟ إن نقل السكان جماعياً نحو بقعة ضيقة يؤدي إلى كارثة إنسانية من اكتظاظ، انتشار أوبئة، وتكرار الضربات على مواقع التجمعات المدنية.

⚫ رابعاً — البُعد القانوني والسياسي الدولي
إجبار المدنيين على النزوح دون ضمانات يُعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني. على المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة أن يتحملوا مسؤولياتهم في وقف هذه السياسة، وتأمين ممرات إنسانية آمنة، ومحاسبة كل من يرتكب جرائم حرب بحق المدنيين.

🟢 خامساً — رسائل وتوصيات وطنية عملية

1. دعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحرك عاجل وضمان حماية المدنيين.

2. حشد الجهود الدبلوماسية والحقوقية لإدانة هذه السياسات على المستويات كافة.

3. توثيق قانوني شامل لكل الانتهاكات وتقديمها للمحاكم الدولية.

4. تعزيز العمل الإنساني محلياً وإقليمياً عبر الإسعافات والمخيمات الطارئة.

5. إطلاق حملة إعلامية دولية تكشف زيف «المناطق الآمنة» وتظهر المأساة الإنسانية على حقيقتها.

✨ ختاما… دعوة للموقف الأخلاقي والقانوني
القضية ليست مناورة عسكرية فحسب، بل معركة وجودية ضد شعب يُحاصَر ويُهجَّر قسراً. على العالم أن يتحرك بمسؤولية، وأن يترجم شعارات الحماية إلى إجراءات ملموسة توقف الكارثة. كما أن على القوى الوطنية والحقوقية الفلسطينية أن تتوحد في جبهة قانونية ودبلوماسية وإنسانية للدفاع عن حق شعبنا في الحياة والكرامة.

✍️ مع خالص الوفاء لقضيتنا وشعبنا،
د. أحلام محمد أبو السعود
سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *