بقلم : هيـــثــم زينهــــم … رئيــس التـــحريـــر 

من رحم الأحلام الصغيرة تولد الحكايات الكبيرة، ومن بين الأزقة والميادين خرج نادي الشنواني ليصنع لنفسه اسمًا في سجل الكرة المصرية، رغم أنه لم يمضِ على ميلاده سوى سنوات قليلة. واليوم، يقف الشنواني شامخًا في الدوري الممتاز “ب”، كأنه يقول للعالم: إن العزيمة قد تصنع مجدًا لا تصنعه عقود طويلة من الانتظار.

في قلب هذه الحكاية، يسطع اسم الحاج محمد الشنواني رئيس النادي، الذي حمل الفكرة كرسالة وديعة على كتفيه، فحوّلها إلى مشروع حيّ يمشي على الأرض. وبجواره يقف الحاج رضا الشنواني، شريك الحلم ورفيق المسيرة، في ثنائية تُجسد معنى أن القيادة ليست منصبًا بل مسؤولية، وليست كلمة بل فعل.

أما على المستطيل الأخضر، فتتجلى بصمات عاطف أبو يوسف، مدير الكرة، الذي أدار المشهد بحنكة العارف وهدوء المجرّب، ليمنح الفريق صلابة تنظيمية لا تقل عن قوة اللاعبين في الملعب.

وفي الخطوط الفنية، يلمع نجم محمد صلاح طيارة، المدير الفني الكفء، الذي أعاد صياغة تكتيك الفريق بروح مقاتلة، وجعل من الشنواني خصمًا صعبًا لا يستهان به. وإلى جواره يقف الكابتن طارق سمير، مدرب حراس المرمى القدير، الذي صاغ بأيديه مدرسة حقيقية لحماية العرين، فصارت تصدياته دروسًا في الصمود والإيمان.

ولأن النجاح لا يُبنى إلا على تكاتف جماعي، فقد جاء دور باقي أفراد الجهاز الفني والإداري، الذين يعملون في صمت وبإخلاص؛ المعد البدني، وأخصائي العلاج الطبيعي، والإداريون الذين يسهرون على راحة اللاعبين، كلهم خيوط في نسيج واحد، يصنع لوحة من الانضباط والتضحية والإيمان بالمسيرة.

إن نادي الشنواني ليس مجرد فريق صاعد، بل هو قصة تحدٍ تُكتب بحروف من نور، وأسماء صنعت المجد بروح الجماعة لا فردية البطولات. وفي كل مباراة يخوضها، يبدو وكأنه يرفع شعارًا خفيًا:
“نحن لسنا فريقًا يبحث عن مكان في الدوري… نحن حكاية تبحث عن مكانها في التاريخ.”