رئيس التحرير

الزمن الجميل … الفنانة “زينب صدقي… شكسبيرة هوليود الشرق التي اختُتمت رحلتها في دار مسنين”

الإثنين 15-09-2025 16:45

هوليود الشرق مصر والسينما المصرية فيها برع عدد من النجوم فى  السينما المصرية،  في العديد من الأعمال الفنية واستطاعوا  حفر اسمائهم في تاريخ السينما، ورغم وفاتهم إلاأن أدوارهم مازالت محفورة في أذهان جمهورهم إلى الآن ومنهم  الفنانة زينب صدقي (15 أبريل 1895 – 23 مايو 1993)، ممثلة مصرية من أصل تركي.

حياتها 

تربت في أسرة محافظة، وقد بدأت التمثيل عام 1917، وفي عام 1926 نالت الجائزة الأولى بتفوق في التمثيل الدرامي في مسابقة أقامتها لجنة تشجيع التمثيل والغناء المسرحي، وتفوقت في المسرحيات الناطقة بالفصحى، عملت في مسرح رمسيس ومسرح الريحاني وفرقه عبد الرحمن رشدي، تبنت طفلة يتيمة الأبوين هي ميمي صدقي التي عاشت في لبنان منذ بداية السبعينيات، وتزوجت، باعتبارها أن زيجتها الوحيدة لم تستمر سوى ستة أشهر، ساعدتها ملامح وجهها الطيب أن تؤدي دور الأم، والحماة في أغلب أفلامها، فهي الناظرة الطيبة في فيلم عزيزة، هي الأم المصرية في فيلم بورسعيد، والجارة الطيبة في فيلم البنات والصيف، وفي فيلم سنوات الحب كانت في أحسن حالاتها.

البداية 

عام 1917، كان الموعد الأول مع خشبة المسرح، حينما التحقت بفرق مسرحية من الصف الأول مثل “رمسيس” ومسرح الريحاني وعبد الرحمن رشدي، وهناك كشفت زينب صدقي عن موهبة استثنائية وقدرة مذهلة على تجسيد الأدوار المتنوعة، وكسرت الصورة النمطية لبطلات المسرحيات، فقدمت نموذج البطلة الرشيقة لأول مرة على الخشبة، وكانت بداية لتغيير معايير الجمال والفن وقتها.

سرعان ما أسرت زينب صدقي قلوب الجمهور، لتنهال عليها الرسائل يوميًا حتى اضطرت لتعيين سكرتيرة خاصة تتولى الرد على مئات الرسائل اليومية، التي لم تخل من قصائد غزل وعروض زواج.

وما بين المسرح والسينما، استطاعت أن تصنع اسمها مع أول أفلامها “كفري عن خطيئتك” عام 1933، ثم واصلت نجاحها بسلسلة من الأفلام.

شاركت زينب صدقي في عدد من المسرحيات الشهيرة مثل “مجنون ليلى” و”كليوباترا”، بل ونجت من الموت بأعجوبة أثناء عرض مسرحية “أحدب نوتردام”، إذ كادت أن تُشنَق بسبب عطل في دمية مسرحية.

من أشهر المحطات في حياتها، خلافها الشهير مع الفنانة فاطمة رشدي، حينما اتهمتها الأخيرة بالسخرية من أدائها، وطلبت من يوسف وهبي طردها من الفرقة، إلا أن “وهبي” وقف في صف زينب، وأدى ذلك إلى انقسام المسرح إلى فرقتين متنافستين، أشعلتا منافسة حقيقية على استقطاب الجمهور، الذي كان يميل دومًا ناحية زينب.

لم تكن زينب صدقي فنانة فحسب، بل كانت صاحبة صالون أدبي شهير في الزمالك، تعقد فيه ندوات ثقافية وتتحمس لأعمال شكسبير، حتى لقبت بـ”شكسبيرة الزمالك”، ووسط حياتها التي امتلأت بالتحديات، أوصى صديقها سليمان بك الذي آمن بموهبتها -رئيس دار الأوبرا المصرية في القاهرة دار الأوبرا الملكية- برعايتها قبل وفاته، قائلًا لصديقه: “خد بالك من البنت التركية المجنونة دي”.

طوال مشوارها، حصلت زينب على العديد من الجوائز، من بينها الجائزة الأولى في التمثيل الدرامي عام 1926، ولقب “ملكة جمال مصر” عام 1930، بالإضافة إلى جائزة الجدارة للفنون وجائزة الرواد في احتفالية اليوبيل الذهبي للسينما المصرية.

وفاتها 

بعيدًا عن الأضواء، واجهت زينب مواقف قاسية، منها قرار مدير الفرقة المسرحية الحكومية في السبعينيات حرمانها من معاشها، ما دفع الكاتب مصطفى أمين للكتابة عن معاناتها.

وعلى الصعيد الشخصي، تزوجت زينب مرة واحدة من عباس حلمي، ولم يستمر الزواج أكثر من 6 أشهر، لتنذُر حياتها للفن فقط، ثم تبنت فتاة، أصبحت فيما بعد الفنانة ميمي صدقي، وفي نهاية مشوارها، اختارت الابتعاد واعتزلت الفن عام 1985، قبل أن يعثر عليها في دار مسنين بالمهندسين، إلى أن وافتها المنية في 23 مايو 1993 عن عمر ناهز 98 عامًا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *