رئيس التحرير

شاهد بالفيديو … الشيخ محمود خليل الحصري.. عميد التلاوة وسفير القرآن الكريم

الأربعاء 17-09-2025 12:52

تعليق شيرين الشافعى

اعداد سمر صلاح

تناول برنامج ” هذا الصباح ” المذاع على قناة النيل للأخبار تقريرا مميزا عن محمود خليل الحصري.،شيخ المقارئ المصرية

يُعد الشيخ محمود خليل الحصري واحدًا من أعظم أعلام تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، بل إنه رمزٌ للترتيل والإتقان. لم يكن الحصري مجرد قارئٍ يمتلك صوتًا عذبًا يهز الوجدان، بل كان رجلًا عاش القرآن وأحياه في قلوب ملايين المستمعين. صوته الملائكي وإخلاصه في خدمة كتاب الله جعله رائدًا في عالم التلاوة، وأول من سجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم، ليترك إرثًا خالدًا يتردد صداه عبر الأجيال.

مسيرة حياة مكرسة للقرآن
وُلد الشيخ محمود خليل الحصري عام 1917 في قرية شبرا النملة بمحافظة الغربية، واشتهر بلقب “الحصري” نسبة إلى كثرة تصدق والده بالحصير للمساجد. بدأ رحلته مع القرآن الكريم مبكرًا، حيث أدخله والده الكتاب في المسجد الأحمدي بطنطا وهو في الرابعة من عمره، ليتم حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في الثامنة. واصل تعليمه في المعهد الديني بطنطا، ثم التحق بالأزهر الشريف حيث أتقن القراءات العشر، ليصبح واحدًا من أبرز شيوخ القرآن في عصره.

ريادة في التلاوة والتسجيل
في عام 1950، اجتاز الشيخ الحصري اختبار الإذاعة المصرية بتفوق، ليصبح الأول بين المتقدمين، وعُين قارئًا للمسجد الأحمدي بطنطا، ثم لمسجد الحسين بالقاهرة عام 1955. وكان له السبق في تسجيل المصحف الصوتي المرتل برواية حفص عن عاصم، وهو إنجاز تاريخي جعل صوته يصل إلى ملايين المسلمين حول العالم. تميز الحصري بجودة الحفظ، وروعة الأداء، وبصمة صوتية فريدة لم ينافسه فيها أحد، مما جعله مدرسة متفردة في فن التلاوة.

إسهامات رائدة في خدمة القرآن
لم يكتفِ الشيخ الحصري بالتلاوة، بل كان صاحب رؤية إصلاحية، فنادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم وإقامة مكاتب لتحفيظ القرآن في القرى والمدن. كما تقلد مناصب عديدة، منها مفتش المقارئ المصرية، ووكيل مشيخة المقارئ، ومراجع المصاحف بالأزهر، ورئيس اتحاد قراء العالم الإسلامي. وامتدت إسهاماته لبناء مساجد ومعاهد قرآنية، منها مسجد ومعهد في قريته شبرا النملة، ومسجد في العجوزة، وآخر في ميدان الحصري بمدينة 6 أكتوبر، الذي يحمل اسمه.

إرث خالد
أوصى الشيخ الحصري بثلث ماله لخدمة القرآن الكريم، وبنى إرثًا عظيمًا من خلال تلاواته التي لا تزال تلامس قلوب الملايين. كما كان أول قارئ للقرآن الكريم في البيت الأبيض، والكونجرس، والأمم المتحدة، ليصبح سفيرًا للقرآن يحمل رسالته إلى العالم. توفي الشيخ الحصري تاركًا خلفه مدرسة قرآنية متفردة، وصوتًا خالدًا يتردد في كل بيت مسلم، ليظل رمزًا للتلاوة والترتيل حتى يومنا هذا.

خاتمة
الشيخ محمود خليل الحصري ليس مجرد قارئ قرآن، بل رمزٌ للإخلاص والإتقان في خدمة كتاب الله. صوته الملائكي وإسهاماته العظيمة جعلته عميد دولة التلاوة، وسفيرًا للقرآن الكريم في كل مكان. لقد عاش الحصري للقرآن، وعاش القرآن من خلاله في قلوب الملايين، ليبقى إرثه شاهدًا على عظمة هذا الرجل وتفانيه في خدمة كتاب الله.

شيرين الشافعى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *