شاهد بالفيديو … “درية شفيق ..”بنت النيل الثائرة” وعلامة فارقة في تاريخ المرأة المصرية تعليق شيرين الشافعى
السبت 20-09-2025 17:46

رؤية و اعداد سمر صلاح
في تقرير مميز عرضته شاشة “النيل للأخبار” ضمن برنامج “هذا الصباح”، استعرض البرنامج قصة حياة المناضلة درية شفيق، التي لُقبت بـ”بنت النيل الثائرة”، إحدى رائدات حركة تحرير المرأة في مصر، ومؤسسة أول حزب نسائي سياسي في البلاد.
لم تكتفِ درية شفيق بالمناداة بحقوق المرأة في منتصف القرن العشرين، بل كانت نموذجًا حيًا لما دعت إليه، حيث جمعت بين النضال الفكري والعملي، وتحدت القيود الاجتماعية بإرادة صلبة وإيمان راسخ بقضيتها.
من طنطا إلى السوربون.. بداية المشوار وُلدت درية شفيق عام 1908 في مدينة طنطا، وكانت من بين أوائل الطالبات المصريات اللواتي أُرسلن للدراسة في جامعة السوربون بباريس. هناك، حصلت على الدكتوراه في الفلسفة عن رسالة بعنوان “المرأة في الإسلام”، التي أثبتت من خلالها أن الإسلام منح المرأة حقوقًا تفوق ما ورد في أي تشريع آخر. وعلى الرغم من تميزها الأكاديمي، واجهت الرفض عند عودتها إلى مصر، حيث منعها عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة من التدريس لمجرد كونها امرأة.
من النضال إلى الإبداع.. درية شفيق رمز التنوع لم تثنِ العقبات درية شفيق عن مواصلة مسيرتها. أصدرت مجلة “بنت النيل”، التي كانت أول مجلة نسائية تهدف إلى تثقيف المرأة المصرية وتوعيتها بحقوقها. كما أسست حركة “التحرر الكامل للمرأة المصرية” في أواخر الأربعينيات، وأطلقت اتحاد “بنت النيل”، الذي تطور لاحقًا إلى أول حزب نسائي سياسي في مصر بعد ثورة يوليو 1952. ولم تكتفِ بذلك، بل أنشأت مدرسة لمحو الأمية في حي بولاق بالقاهرة، للقضاء على الجهل بين الفتيات والنساء في المناطق الشعبية.
ثورة نسائية في قلب البرلمان في فبراير 1951، قادت درية شفيق مظاهرة تاريخية ضمت 1500 امرأة، اقتحمت خلالها مقر مجلس النواب المصري للمطالبة بحقوق المرأة. وبعد أسبوع من هذا الحدث، قُدم قانون إلى المجلس يمنح المرأة المصرية حق الانتخاب والترشح للبرلمان، وهو إنجاز تاريخي يُسجل لها. ويُعد تضمين دستور 1956 حق المرأة في المشاركة السياسية من أبرز إنجازاتها، حيث فتح الباب أمام النساء لدخول معترك الحياة السياسية.
إرث خالد على الرغم من التحديات والرفض الذي واجهته، ظلت درية شفيق رمزًا للنضال والمثابرة. إرثها لا يقتصر على تأسيس حزب أو إصدار مجلة، بل في تغيير حياة النساء المصريات من خلال تحرير أفكارهن وتمكينهن من المشاركة في الحياة العامة. تظل درية شفيق علامة فارقة في تاريخ مصر، ومثالًا للإصرار على تحقيق العدالة والمساواة.
إن قصة درية شفيق ليست مجرد سيرة امرأة، بل هي ملحمة نضال ألهمت أجيالًا، وستظل “بنت النيل الثائرة” رمزًا للتحرر والقوة في تاريخ المرأة المصرية.
اترك تعليقاً