شاهد بالفيديو … محمد طه أسطورة الموال الشعبي تعليق شيرين الشافعي
الخميس 25-09-2025 14:13

كتبت شيرين الشافعي
إعداد و إخراج سمر صلاح
في ذكرى ميلاده في الرابع والعشرين من سبتمبر، احتفى برنامج “هذا الصباح” على قناة النيل للأخبار بمسيرة الفنان الشعبي القدير محمد طه، رائد فن الموال الشعبي، الذي ترك بصمة خالدة في الفن المصري من خلال رصيد فني ضخم يتجاوز 10 آلاف موال، جعلته رمزًا للإبداع والارتجال.
بدايات متواضعة وموهبة متوهجة
وُلد محمد طه مصطفى أبو دوح في مدينة طهطا بصعيد مصر، حيث أضاءت موهبته الفنية سماء الغناء الشعبي منذ شبابه. برزت قدرته الاستثنائية في أداء المواويل خلال الموالد الشعبية، مثل مولد السيدة زينب والسيد الحسين رضي الله عنهما. ومن مقهى بحي الحسين، اكتشفه الإذاعي الكبير طاهر أبو زيد، ليبدأ رحلته مع الإذاعة المصرية بعد اجتيازه اختبار الأصوات بنجاح باهر.
من المقاهي إلى الشهرة
انضم محمد طه إلى فرقة “الفلاحين للفنون الشعبية”، ثم أسس فرقته الخاصة “الفرقة الذهبية للفنون الشعبية”، التي حملت توقيعه الفني المميز. ومع الإذاعي القدير جلال معوض، أتيحت له فرصة الغناء في حفلات “أضواء المدينة” في غزة، حيث أطربت مواويله، مثل “الخماسي الأعرج”، قلوب الجماهير الفلسطينية.
عبقرية الارتجال
اشتهر محمد طه بقدرته الفذة على الارتجال، حيث كان يؤلف ويلحن ويغني في اللحظة ذاتها، موهبة نادرة جعلته يُلقب بـ”أسطورة الارتجال”. قدم العديد من المواويل التي أصبحت علامات بارزة في الفن الشعبي، مثل «لسانك حصانك»، «يا اللي غويت النسب»، «يا اللي زرعت الحب»، و«مصر جميلة»، التي باتت مدرسة فنية يحتذي بها الفنانون الشعبيون.
رحلة في السينما والتلفزيون
لم تقتصر إبداعات محمد طه على الغناء، بل امتدت إلى عالم السينما والتلفزيون. شارك في أفلام سينمائية مميزة مثل “دعاء الكروان”، حيث جسد شخصية المطرب الشعبي، و*”حسن ونعيمة”، الذي قدم فيه شخصية “الراوي” مستخدمًا المواويل لسرد القصة. كما ظهر في فيلم “نص دستة مجانين”، وشارك في مسلسلي “أرزاق” و”المال والبنون”*، حيث قدم شخصيته الحقيقية في الأخير، وكان هذا آخر أعماله الفنية.
أمام الزعيم عبد الناصر
من اللحظات المميزة في مسيرته، غناء محمد طه أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال احتفالات عيد الثورة، حيث أطرب جمهورًا عريضًا من القادة والشعب بمواويله الشعبية التي عبرت عن روح الشارع المصري.
إرث خالد
سجل محمد طه 350 موالًا للإذاعة، بينما تم تسجيل آلاف المواويل الأخرى على أسطوانات، ليحمل لقب “صاحب الـ10 آلاف موال”. من أبرز أعماله: «المعلمين»، «اسمع كلامي»، «يا معلم الكل»، و«الدنيا لو كشرت». ترك محمد طه إرثًا فنيًا عظيمًا، منح من خلاله الفن الشعبي مكانة مرموقة، وأعطى صوتًا لأبناء الطبقات الشعبية.
الرحيل والخلود
رحل محمد طه عام 1996، لكنه ترك خلفه تاريخًا حافلاً جعله واحدًا من أعظم رواد الفن الشعبي في مصر. مواويله ما زالت تعيش في وجدان المصريين، تحمل عبق التراث وجمال الارتجال، ليبقى “نجم الموال” رمزًا خالدًا في سماء الفن المصري.
محمد طه.. صوت الشعب، وأسطورة الموال التي لا تُنسى.

شرين الشافعى
اترك تعليقاً