كتبت شيرين الشافعي

في إطار الجهود الإعلامية للترويج للمعالم السياحية والتاريخية في مصر، وإلقاء الضوء على كنوزها الثقافية، قدم برنامج “هذا الصباح” على قناة النيل للأخبار تقريرًا مميزًا عن مركز الخزف والحرف التقليدية بالفسطاط، ذلك المكان الذي يحمل في طياته عبق التاريخ وإبداع الأيادي المصرية.

بمجرد دخولك إلى مركز الخزف والحرف التقليدية بالفسطاط، المجاور لمنطقة “الفخرانية” بمصر القديمة، تشعر وكأن آلة الزمن تنقلك إلى عالم مصر المحروسة التي خلّدها نجيب محفوظ في رواياته. هنا، يتجسد التراث المصري الأصيل في أعمال فنية وحرفية كادت أن تتلاشى في غياهب النسيان، لكن هذا المركز أعاد إليها الحياة والتألق.

يعود تاريخ المركز إلى عام 1958، عندما أسس سعيد الصدر، شيخ الخزافين المصريين، أتيليه صغيرًا ليكون نواة لفن الخزف. ورغم بساطة الإمكانيات آنذاك، استطاع المركز أن يؤدي دوره بنجاح حتى عام 1995، عندما قررت وزارة الثقافة المصرية تطويره وتوسعته ليشمل أنشطة وحرفًا تقليدية أخرى، ليتم افتتاحه رسميًا عام 2001 كمركز متكامل للحفاظ على التراث الحرفي.
يضم المركز 13 حرفة تقليدية متنوعة، حيث يعمل على صقل المواهب عبر ثلاثة أجيال من الحرفيين: شيوخ المهنة، وجيل الوسط، والشباب الجديد. يمزج المركز بين أصالة الحرف التقليدية وحداثة العلم والتكنولوجيا، مستفيدًا من التجارب العالمية ليصبح بيت خبرة يخدم فناني وحرفيي المنطقة، خاصة تلك الشهيرة بصناعاتها التراثية.

مركز الفسطاط للخزف والحرف التقليدية ليس مجرد مكان للإبداع، بل هو جسر يربط الماضي بالحاضر، ومعلم سياحي وثقافي يروي قصة الحرف المصرية ويبرز دورها في الحفاظ على الهوية الوطنية. إنه وجهة تستحق الزيارة لكل من يرغب في استكشاف جمال التراث المصري وإبداعاته.
التقرير رؤية و اعداد :سمر صلاح
مونتاج :عطية أحمد
شيرين الشافعى .

شرين الشافعى