شاهد بالفيديو: حملة العناني تفتح آفاقًا جديدة في سباق اليونسكو في مصر الآن
الأحد 05-10-2025 17:13

كتبت : شيرين الشافعي
في سباق دبلوماسي وثقافي يتجاوز الحدود الجغرافية، تواصل مصر تحركاتها المكثفة لدعم مرشحها الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، في معركة انتخاب مدير عام منظمة اليونسكو المقرر عقدها في السادس من أكتوبر 2025 بمقر المنظمة في باريس.
ويُعد هذا الاستحقاق الدولي لحظة فارقة، ليس فقط لمصر، بل للعالم العربي والأفريقي بأسره، لما يحمله من دلالات حضارية وسياسية تتعلق بموقع المنطقة على خريطة الثقافة العالمية.
وفي هذا السياق، استضاف برنامج “مصر الآن” المذاع على قناة النيل للأخبار، الدكتور محمد سامح، عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وسفير مصر الأسبق لدى اليونسكو، ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة سابقاً، والحاصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 2025، لمناقشة أهمية هذا الحدث الدولي.
منصب يختصر معنى القوة الناعمة
المدير العام لليونسكو ليس مجرد موقع إداري، بل منصة عالمية لصياغة سياسات الثقافة والتعليم والعلوم. فوز مصر بهذا المنصب سيعزز من حضورها الثقافي والدبلوماسي، ويُبرز دورها التاريخي في حماية التراث الإنساني وصون الهوية الحضارية.
ويرى المراقبون أن العناني يمثل نموذجًا يجمع بين الرؤية الأكاديمية والخبرة التنفيذية، بما يؤهله لقيادة منظمة تحتاج إلى إصلاح هيكلي وفكري يواكب التحديات العالمية الراهنة.
خالد العناني… رصيد من الخبرة والإنجاز
يستند الدكتور خالد العناني إلى خبرة متميزة في إدارة ملفي السياحة والآثار خلال فترة توليه الوزارة بين عامي 2016 و2022، حيث أشرف على مشروعات قومية كبرى، أبرزها المتحف المصري الكبير وعمليات ترميم وإنقاذ مواقع أثرية عديدة.
وتُعد هذه الخلفية إحدى أوراق القوة في حملته، إذ تمنحه مصداقية لدى الدول الأعضاء التي تولي أهمية كبرى لقضايا التراث الثقافي والتنمية المستدامة.
حملة مختلفة ودبلوماسية نشطة
تخوض مصر هذا السباق الدولي بثقة وخطة مدروسة، مستفيدة من التجارب السابقة في ترشيح فاروق حسني عام 2009 ومشيرة خطاب عام 2017.
تميزت حملة العناني بالإعداد المبكر وبناء التحالفات الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي، مع التركيز على تقديم رؤية إصلاحية شاملة لليونسكو تقوم على الشفافية، الشراكات الدولية، وتمكين الدول النامية من أدوات المعرفة والثقافة.
منافسة أفريقية محتدمة
يواجه المرشح المصري منافسًا قويًا هو الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، نائب المدير العام الحالي للمنظمة، الذي يمتلك خبرة مؤسسية تمتد لثلاثة عقود.
لكن القاهرة تراهن على تحالفاتها داخل الاتحاد الأفريقي وعلى مكانتها كدولة مؤسسة في منظومة الثقافة العالمية، ساعية إلى حشد دعم عربي وأفريقي متوازن يعزز فرصها في جولات التصويت السرية التي يجريها المجلس التنفيذي المكوّن من 58 دولة.
الدعم الفرنسي وديناميكيات التصويت
يحظى المرشح المصري د.خالد العنانى بتقدير خاص من فرنسا، الدولة المضيفة لمقر المنظمة، وهو دعم قد يفتح الباب أمام تأييد أوروبي أوسع.
كما تسعى مصر إلى كسب تأييد كتل جغرافية أخرى، لا سيما دول أمريكا اللاتينية وآسيا، في ظل إدراكها أن التوازنات السياسية داخل المجلس التنفيذي ستحدد مصير المنافسة في الجولات النهائية.
انسحاب أمريكا… تحدٍ وفرصة
يأتي هذا السباق في ظل قرار الولايات المتحدة الانسحاب من اليونسكو مطلع 2026، وهو تطور سيؤثر على موازنة المنظمة وبرامجها.
وهنا تبرز أهمية وجود قيادة تمتلك رؤية لإدارة الأزمات، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتعويض أي فجوات تمويلية أو سياسية.
العناني، برؤيته الواقعية وخبرته التنفيذية، يبدو مؤهلاً لتولي هذه المهمة الصعبة بثبات.
رؤية العناني: اليونسكو أكثر تأثيرًا وإنسانية
يرتكز البرنامج الانتخابي للدكتور خالد العناني على إصلاح شامل لهيكل المنظمة، وجعلها أكثر قربًا من احتياجات الدول الأعضاء، مع التركيز على:حماية التراث الإنساني وصون الهوية الثقافية، دعم التعليم الشامل والمساواة المعرفية،
تعزيز دور العلوم في مواجهة التغيرات المناخية والتنمية المستدامة فضلا عن تطوير الشراكات الدولية وتحسين إدارة الموارد.
ختامًا: رهان على المستقبل
تمثل حملة مصر لخالد العناني اختبارًا جديدًا للدبلوماسية المصرية وقدرتها على توظيف قوتها الناعمة لخدمة القضايا الثقافية العالمية.
فإن فاز، فسيكون انتصارًا رمزيًا للعقل المصري والحضارة العربية والأفريقية معًا، وإن لم يفز، فستبقى التجربة دليلاً على أن مصر لا تزال في قلب المشهد الثقافي العالمي، تسابق الزمن لتؤكد أن إرثها الحضاري لا يزال حيًا ومؤثرًا في بناء مستقبل الإنسانية.فريق العمل
يعتمد برنامج “مصر الآن” على نخبة من الإعلاميين بقناة النيل للأخبار، برئاسة أسامة راضي، رئيس القناة، وعلى عبد الصادق، مدير البرامج. فريق الإعداد: محمد محمود، شيرين الشافعي، حاتم إسماعيل. إخراج: نجلاء عبد القادر. تقديم: شهاب شعلان.
اترك تعليقاً