رئيس التحرير

شاهد بالفيديو: محمد أنور السادات.. قائد صنع النصر ووقع السلام

الثلاثاء 07-10-2025 13:24

كتبت شيرين الشافعى

في كل عام، ومع حلول ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر، يعود الحديث عن أحد أعظم القادة في تاريخ مصر الحديث الزعيم الراحل محمد أنور السادات، ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية، وصاحب البصمة الخالدة في سجل الوطن.
وقد تناول برنامج “هذا الصباح” عبر قناة النيل للأخبار تقريرًا خاصًا عن حياة هذا القائد الفذ، أعدته وأخرجته سمر صلاح، بصوت وتعليق شيرين الشافعي، ليسلط الضوء على محطات مضيئة في مسيرة رجل قاد مصر إلى المجد والنصر والسلام.

من قرية ميت أبو الكوم إلى قصر الرئاسة
وُلد السادات في محافظة المنوفية عام 1918، وتخرج في الكلية الحربية عام 1938 برتبة ملازم ثانٍ. كانت بداياته مليئة بالتحديات، إذ تعرض للسجن بسبب اتهامه في قضية اغتيال أمين عثمان، قبل أن يُبرأ في عام 1948 ويعود إلى صفوف الجيش.
شارك في تأسيس حركة الضباط الأحرار، وكان من أبرز المشاركين في ثورة 23 يوليو 1952، ليبدأ بعدها رحلة صعود متدرجة، شغل خلالها مناصب بارزة مثل رئاسة مجلس الأمة، ورئاسة تحرير جريدة الجمهورية، والأمانة العامة للمؤتمر الإسلامي العالمي، إلى أن تولى رئاسة الجمهورية عام 1970 عقب وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.

أكتوبر 1973.. قرار العبور الذي غيّر وجه التاريخ
بعد نكسة 1967، واجه السادات تحديًا مصيريًا، فقاد عملية إعادة بناء الجيش المصري، وبدأ حرب الاستنزاف لاستعادة الكرامة والثقة. وفي 6 أكتوبر 1973، اتخذ قراره التاريخي بالعبور، في عملية عسكرية أبهرت العالم، حيث نجح أبطال مصر في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، ليؤكدوا أن إرادة المصريين لا تُقهر.
كان هذا النصر لحظة استعادة الكبرياء الوطني، ورسالة خالدة بأن الهزيمة ليست نهاية الطريق، بل بداية النهوض.

مبادرة السلام.. شجاعة ورؤية تتجاوز الزمن
لم يكتف السادات بالنصر العسكري، بل آمن أن السلام هو الطريق إلى المستقبل. فبخطوة غير مسبوقة، زار القدس عام 1977، وألقى خطابه التاريخي في الكنيست الإسرائيلي، معلنًا رغبته في إنهاء الحروب.
توجت هذه المبادرة بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، ثم معاهدة السلام عام 1979، التي أعادت لمصر سيناء كاملة. حاز بعدها جائزة نوبل للسلام تقديرًا لشجاعته في اتخاذ قرار السلام الذي غيّر معادلات السياسة في المنطقة.

إرث خالد ونهاية بطولية
لم تكن مسيرة السادات خالية من الصعاب، لكنه واجهها جميعًا بثبات القائد المؤمن بمبادئه. أطلق ثورة التصحيح عام 1971، ووضع دستورًا جديدًا لمصر، وفتح قناة السويس للملاحة الدولية، وأرسى سياسة الانفتاح الاقتصادي.
كتب مذكراته في مؤلفات خالدة مثل “البحث عن الذات” و*قصة الثورة كاملة”، لتبقى شاهدًا على فكره وتجربته.
وفي 6 أكتوبر 1981، وأثناء الاحتفال بذكرى النصر، اغتيل السادات وهو في الصفوف الأمامية، رافضًا ارتداء السترة الواقية، ليُسطّر بدمائه فصلًا جديدًا من البطولة والشجاعة.

ختامًا
سيبقى محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، رمزًا للقيادة الواعية والإيمان بالوطن. عاش من أجل مصر، واستشهد فداءً لها.
وفي كل ذكرى لأكتوبر، يظل اسمه منقوشًا في وجدان الأمة، شمسًا لا تغيب عن ذاكرة التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *