رئيس التحرير

الشاعرة الفلسطينية د. أحلام محمد أبو السعود تكتب : 🕊️ عامان على طوفان الأقصى 🕊️

الأربعاء 08-10-2025 16:11

✍️ بقلم: د. أحلام محمد أبو السعود

سفيرة الإعلام العربي – كاتبة وباحثة في الشؤون الفلسطينية

🌿 مقدمة: طوفان أيقظ الضمير

مرّت سنتان على حرب السابع من أكتوبر أو (طوفان الأقصى)، لكن الزلزال الذي أحدثه هذا التاريخ لا يزال يرنّ في ضمائر الشعوب وذاكرة الأمم.
لم يكن السابع من أكتوبر صفحة عابرة في تاريخ القضية الفلسطينية، بل كان تصدعًا في جدار الصمت ونداءً صارخًا للحرية والكرامة.
لقد تغيّر وجه العالم بعده، إذ انكشفت الرواية الصهيونية التي تكدّست فوقها الأكاذيب لعقود، وعاد الوعي العربي والعالمي إلى جذوة الحق الفلسطيني.

🔥 الطوفان وانكسار أسطورة القوة

كانت إسرائيل تظن أن الحصار والمجازر كفيلة بتركيع أهل غزة ، لكنها وجدت نفسها أمام إرادةٍ فولاذية وإيمانٍ لا يُقهر.
غزة المحاصرة صمدت بوجه أعتى آلة عسكرية، لتتحول إلى رمزٍ للكرامة والعزة.
لم تنكسر المدينة رغم نزيفها، بل وقفت شاهدة على أن الدم يمكن أن يهزم الحديد، وأن الحرية أغلى من الحياة حين تُغتصب الأوطان.

🌍 صحوة الضمائر والتحول الدولي

من بين رماد القصف خرجت الحقيقة إلى النور.
لم تعد الرواية الصهيونية هي الوحيدة على المنابر العالمية؛ فالأصوات الحرة من الشرق والغرب ارتفعت تهتف:

> «إسرائيل لا تمثل اليهود ولا تمثل الإنسانية».
شهد العالم موجة تضامن غير مسبوقة، في العواصم والجامعات والشوارع، حتى داخل المجتمعات التي كانت تدعم الاحتلال بلا تردد.
لقد أعاد الطوفان رسم خريطة الوعي، وحرّر ملايين العقول من التبعية الثقافية والسياسية للإعلام الموجّه.

🕯️ الخسائر الجسيمة وثمن الصمود

نعم، دفع شعبنا ثمناً باهظاً من أرواح أبنائه ودماء أطفاله وركام مدنه.
غزة فقدت أكثر من سبعين ألف شهيد، ومئات آلاف الجرحى والمفقودين، وثلاثة أرباع بنيتها التحتية والفوقية .
لكن رغم الألم، بقيت روح المقاومة حيّة وغزة شامخة، وغدا الصبر وقوداً للكرامة، والإصرار وعداً على الاستمرار.
فالخسارة المادية تُعوَّض، أما انكسار الإرادة فلا يُعوض أبداً — وغزة لم تنكسر.

💫 مكاسب سياسية ومعنوية

من بين الحصار ودموع الأمهات وصرخات الأطفال، تولد مكاسب لا تُقاس بالأرقام:

اتساع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.

تحول الرأي العام العالمي ضد الاحتلال.

مطالبة محكمة الجنايات الدولية بمحاكمة قادة الحرب.

تجريم محكمة العدل الدولية للكيان الاسرائيلي وتصنيف ماتقوم به من مذابح في غزة
«بجرائم حرب وإبادة جماعية»

هذه المكاسب لم تأتِ مجاملة، بل انتزعتها دماء الشهداء وصمود الأحياء، فأصبحت فلسطين حاضرة في ضمير العالم أكثر من أي وقت مضى.

🤝 نداء إلى الوحدة والعمل

يا أبناء فلسطين، يا من تقاتلون في الميدان وتغرسون الأمل في الذاكرة،
إن وحدتكم هي بوصلتكم.
الانقسام عدوّ الداخل، والوحدة درع الوطن.
فلنحوّل الألم إلى مشروع وطني جامع، ولنقف صفاً واحداً أمام مخطط «إسرائيل الكبرى» الذي يهدد الوجود قبل الحدود.

✨ خاتمة: من الذاكرة إلى المستقبل

يبقى الطوفان درسًا خالدًا للأجيال: أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بدمٍ وإصرارٍ وصبر.
إن صفحات غزة ستُكتب بأحرفٍ من نور في تاريخ الإنسانية، لتكون شاهدًا على أن أمةً آمنت بحقها لا تُهزم.

سلامٌ لأرواح الشهداء، ووفاءٌ للجرحى والأسرى، ووعدٌ بأنّ فلسطين ستبقى قبلة الوعي وراية الكرامة إلى الأبد. 🇵🇸
السفيرة د. أحلام محمد أبو السعود
غزة /فلسطين 🇵🇸

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *