الشاعر الفلسطيني ” رائد قديح” الشعب المنتصر … ومصر لم تتخلّ عن القضية الفلسطينية .
السبت 11-10-2025 14:29

كتب : حسام الاطير
قال الكاتب والشاعر الفلسطيني ” رائد. قديح ” تعليقا على إتفاق وقف إطلاق النار في غزة .إن كان لا بدّ من تسميةٍ للمنتصر في هذه الحرب، فليكن شعب فلسطين.
الشعب الذي خرج من تحت الركام، يمسح غبار الدمار عن كتفيه، ويُرمم جدران بيته بيد، وباليد الأخرى يرفع علمه عاليًا، كأنه يقول: “عدنا… وسنبقى.”
المشاهد القادمة من غزة لا تترك للريبة مكانًا. هناك، حيث الموت كان سيّد اللحظة، ينبعث الأمل من بين الأنقاض. شعبٌ نُكِّل به، حوصِر وقُصف وشُرّد، لكنه لم ينكسر. عاد ليسكن أطلاله، لا لأنه اعتاد الألم، بل لأنه مؤمنٌ أن الأرض له، وأن الحق لا يُؤخذ من الضعفاء فقط، بل من الصامتين أيضاً.
صحيح أن الوجع لا يزال يُخيّم على الذاكرة، وأن دموع الأمهات لن تجفّ، وأن من رحلوا لن يعودوا. لكن الأهم أن محاولة الإبادة فشلت. والمشروع الأخطر—التهجير القسري—سُحق تحت أقدام الإرادة الشعبية والصمود الشعبي، وقبل ذلك، تحت وطأة موقف عربي أصيل، لم يُباع ولم يُشتر.
وعن الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية قال ” قديح ”
كانت مصر دائما … رأس الحربة.
منذ اليوم الأول، لم تغب مصر عن المشهد. لا ببيانات الشجب فقط، بل بالفعل المباشر: فتح المعابر، استقبال الجرحى، إدخال الإغاثة، وقيادة جهود التهدئة ثم وقف إطلاق النار.
لكن ما هو أعمق من كل ذلك هو أن مصر وقفت أمام المخطط الأخطر: اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه. ورفضت، علنًا وبكل وضوح، كل صيغ التهجير الجماعي التي عُرضت عليها، بما فيها عروض مالية مغرية ومحاولات إسقاط ديون سيادية. مصر رفضت أن تكون بوابة النكبة الجديدة.
هذا الرفض لم يكن مجرد موقف أخلاقي أو قومي فقط، بل كان موقفًا استراتيجيًا يُعيد تعريف دور مصر في المنطقة: الدولة التي تُدير التوازنات لكنها لا تساوم على الثوابت، التي تتحرك بمرونة ولكن دون أن تفرّط بالثوابت.
وفي لحظة فاصلة، جمعت مصر خيوط الميدان والسياسة، فكانت شرم الشيخ مسرحًا لإعلان وقف النار، وإنهاء المجزرة، وصياغة بداية مرحلة جديدة من الصراع، حيث الكلمة لم تعد فقط للسلاح، بل لصوت الشعوب ولمن يدافع عنها.
لقد أثبتت مصر، مرة أخرى، أنها “ديوان العرب”، كما قال نزار قباني، وأن “من لا مصر له ، لا عروبة له”. كما يقول دوما الشاعر الفلسطيني رائد قديح لم تكن شاهدًا على الأحداث، بل صانعًا لها. ولم تكن وسيطًا محايدًا، بل شريكًا في الدم والموقف والمصير.
أما الشعب الفلسطيني، فهو البطل المطلق في هذه الرواية.
البطل الذي لم ينهزم رغم كل أدوات الفناء، والذي حوّل المحنة إلى منارة للكرامة. خرج من بين الأنقاض لا ليُسجّل نصرًا عسكريًا تقليديًا، بل ليُعيد تعريف الانتصار نفسه: أن تبقى، أن تعود، أن ترفض أن تُقتلع.
هذه ليست نهاية الحرب، لكنها نهاية فصل دامٍ منها. ووراء هذا الصمود، تقف شعوب، ووراء الشعوب، تقف دول، ووراء الدول، تقف مواقف. ومصر كانت الموقف الأوضح، والظهر الأصدق، والسند الأوفى.
ووجه ” قديح ” الشكرا لمصر قائلا:
شكراً لأنكم رفضتم الخيانة المقنّعة بالمساعدات،
شكراً لأنكم اخترتم الكرامة على المساومة،
وشكراً لأنكم أدركتم أن فلسطين ليست مجرد جغرافيا منكوبة، بل قضية كل حرّ على هذه الأرض.
غزة تُناديكم دائماً…
ومصر، كما عهدناها، تُجيب.
اترك تعليقاً