رئيس التحرير

الشاعرة الفلسطينية د. أحلام محمد أبو السعود تكتب : غزة.. سلام معلّق على حافة الدم: تحليل استراتيجي لما بعد شرم الشيخ ✨🌟

الأحد 19-10-2025 15:16

༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༺༻

✍️ بقلم: د. أحلام محمد أبو السعود

سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية 🖋️🕊️
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༺༻
🔥 حين يُوقَّع السلام على الورق… ويُكتب الواقع بدماء الأبرياء 💔🩸
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༺༻
في لحظة يخيَّل فيها إلى المجتمع الدولي أن الحرب قد وضعت أوزارها، وأن صوت المدافع قد خفت بعد إعلان اتفاق شرم الشيخ، تستفيق غزة على حقيقة أكثر فتكًا من الحرب نفسها؛ حقيقة سلام هشّ يتدلّى فوق رؤوس المدنيين كحد السيف، ويُدار بأصابع بارودية لا تعرف معنى الالتزام ولا تحترم قدسية الروح الإنسانية.

العالم يحتفي بالمصافحات، ويصوغ البيانات الدبلوماسية الناعمة، بينما تمارس آلة الاحتلال الإسرائيلي أبشع صور البطش على الأرض، وكأن غزة قد وُضعت في مختبر للتجريب البشري خارج القانون والتاريخ. غزة اليوم لا تعيش مرحلة “ما بعد الحرب”، بل تعيش حربًا بأدوات مختلفة، وهدنة معلّبة بالدم، يُمنح فيها الاحتلال الغطاء السياسي ليستكمل أهدافه الاستراتيجية دون ضجيج، ويعيد هندسة الوجود الفلسطيني عبر سياسة “الموت البطيء” بدل “الإبادة السريعة”.

🕯️ الهدنة التي وُلدت ميتة… ودماء المدنيين هي البيان الأول للواقع 🩸⚠️

منذ الدقائق الأولى لإعلان الهدنة، لم تحظَ غزة بلحظة تنفس واحدة بلا رائحة الدم. القصف لم يتوقف فعليًا، بل تحوّل إلى عمليات استهداف انتقائية ومدروسة تستهدف العائلات عند محاولتها العودة إلى منازلها المدمرة.

الدفاع المدني في غزة وثّق جرائم مروعة:

عائلات تم استهدافها دون أي وجود لـ”خطوط صفراء” أو تحذيرات عسكرية.

أطفال تُنهَش أجسادهم بالكلاب البوليسية المدربة بعد استشهادهم، في مشهد لا ينتمي للجغرافيا البشرية.

استهداف حي الزيتون بالرصاص والقذائف بينما كان يمكن الاكتفاء بإشارات تحذير أو قنابل غاز كما تنص المعايير الدولية.

هذه المشاهد تؤكد أن الاحتلال لا يتعامل مع الهدنة كالتزام، بل كاستثمار سياسي: يوقف العمليات العسكرية الكبرى أمام الكاميرات، ويستمر في القتل المنهجي في الظل.

⚠️ سلام شرم الشيخ… بين ما أُعلن للعالم وما يُنفَّذ على الأرض 🌍🤝

إعلان وقف الحرب من شرم الشيخ جاء كنتاج لضغوط دولية وإقليمية هدفت إلى تهدئة المنطقة وتثبيت صورة “إسرائيل الشريك في السلام”. لكن الحقيقة أن الاتفاق لم يتضمن آليات إلزامية لوقف الانتهاكات أو رفع الحصار أو ضمان حماية المدنيين.

المعادلة بسيطة:

المجتمع الدولي يبحث عن هدوء سياسي

إسرائيل تبحث عن هدوء أمني

الفلسطيني… يُترك وحيدًا بين ركام البيت وجثامين أحبته

إن هدنة بلا ضمانات هي أشبه بمنح المحتل شرعية جديدة لإعادة ترتيب استراتيجيته العسكرية دون ضغوط، وهذا ما يحدث في غزة اليوم: تحول الاحتلال من حرب شاملة إلى سياسة “القضم التدريجي” للإنسان والمكان والذاكرة.

⚖️ العدالة المعلقة: القانون الدولي أمام آلة القتل والدم ⚖️🛡️

غزة اليوم تمثل اختبارًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وللمؤسسات الحقوقية التي تتغنى بالمساءلة وتحمي المدنيين على الورق، بينما الواقع على الأرض يتحدث بلغة أخرى، أقوى وأصدق من أي بيان مكتوب.

قتل المدنيين عمدًا، استهداف الأطفال، تدمير المنازل والمستشفيات، كل ذلك يندرج تحت جرائم الحرب وفق المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ومع ذلك، يبقى التنفيذ الدولي شبه غائب.

وزارة الصحة في غزة تؤكد عجزها عن التعرف على الجثامين بسبب نقص المختبرات والأجهزة. وصول 135 جثمانًا على 4 دفعات إلى القطاع هو رقم مروع، لكنه لا يكفي لإحصاء الكارثة الإنسانية. الأرقام هنا ليست مجرد إحصاءات، بل شهادة حياة وموت، وحكاية شعب يُعاقب على صموده ومقاومته لآلة احتلال لا تعرف الرحمة.

> “حقوق الإنسان بلا قوة… العدالة بلا ضمير… والغزّي بلا حماية.”

🔥 الاستهداف اليومي: حرب مخفية وراء هدنة معلّقة 💥🏚️

في حي الزيتون، وفي غيره من أحياء غزة، تستمر الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المدنيين، وكأن الهدنة هي مجرد “تسعير مؤقت” لاستئناف القتل لاحقًا.

العودة إلى منازل مدمرة تتحول إلى مغامرة حياة أو موت؛ الأطفال والنساء يُستهدفون في لحظات تفقد فيها الأسرة سيطرتها على مصيرها.

الهدنة أصبحت ورقة دبلوماسية للتغطية على استمرار الحصار، وحماية الاحتلال من المحاسبة الدولية. وفي هذا السياق، يُصبح السلام المعلن مجرد قناع يخفّف ضغط الرأي العام الدولي، بينما الواقع الميداني يصرخ:

> “غزة تُقتل بصمت، والسماء مغطاة بالتصريحات الرسمية.”

🕯️ الأثر الإنساني والاجتماعي: مشاعل النور في درب الألم 🕯️❤️

ورغم كل ما يحدث، يبقى الفلسطينيون في غزة مشاعل النور على درب الحرية. الشهداء الذين ارتقوا بدمائهم الطاهرة ليسوا أرقامًا، بل رموز صمود يواجه الظلم والجور.

الحياة اليومية في غزة الآن هي ملحمة صمود: الأطفال يعودون من مدارسهم في ظل خوف القصف، الأسر تحاول إعادة بناء ما دُمّر، والطاقم الطبي يكافح بين نقص الموارد والمجازر المستمرة. هذه المعاناة اليومية تعكس الوجه الحقيقي للهدنة الهشة، وتجعل أي حديث عن السلام مجرد سراب.

📌 السيناريوهات المستقبلية: بين تثبيت الاحتلال وتصعيد المقاومة 🔮✊

بعد إعلان الهدنة، تواجه غزة معادلة سياسية دقيقة ومعقدة. إسرائيل تعمل على تثبيت واقع السيطرة تحت غطاء السلام، من خلال:

استمرار حصار القطاع البري والبحري والجوي.

استهداف البنى التحتية الحيوية، بما فيها المستشفيات والمياه والكهرباء.

سياسة تهجير ممنهج وخلق ضغط ديمغرافي على سكان مناطق الصراع.

على الطرف الفلسطيني، أمام هذا الواقع خيارات محدودة، لكنها حاسمة:

تقوية صمود المدنيين والمقاومة الشعبية في مواجهة الهجمات اليومية.

استثمار الحراك السياسي والدبلوماسي لفضح الانتهاكات أمام المجتمع الدولي.

تطوير الاستراتيجية الإعلامية لإيصال صورة الانتهاكات بشكل مباشر للعالم، محوّلة الألم إلى قوة تأثيرية.

في هذا السياق، يبدو أن المستقبل سيكون معركة بين قوة الاحتلال الصامتة ومرونة الشعب الفلسطيني الذي لا يعرف الانكسار. أي تراجع في الصمود أو ضعف في الرصانة السياسية والدبلوماسية سيؤدي إلى استمرار سياسة “الموت البطيء” لغزة.

🌍 الدور المصري وحل الدولتين

دور مصر في هذا السياق كان محوريًا، إذ لعبت القاهرة دور الوسيط في التوصل إلى اتفاقيات تهدئة متعددة، أبرزها اتفاق شرم الشيخ. مصر تعمل على:

ضمان وقف إطلاق النار المؤقت وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

الضغط على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للالتزام بالهدنة وتجنب التصعيد.

تقديم مبادرات سياسية ضمن إطار حل الدولتين، لتعزيز إمكانية التفاوض حول إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.

رغم كل هذه الجهود، يبقى التحدي الأكبر هو ترجمة هذه المبادرات إلى واقع ملموس على الأرض، بحيث لا تقتصر الهدنة على توقف جزئي للأعمال العسكرية، بل تشمل حماية المدنيين ورفع الحصار وتحقيق الحقوق الأساسية للفلسطينيين.

🔮 آفاق حل الدولتين بعد الهدنة

حل الدولتين يظل الإطار الدولي المقبول لإنهاء الصراع، لكنه يتطلب:

إرادة سياسية حقيقية من الأطراف الدولية والإقليمية، بما فيها مصر، لفرض التزامات ملزمة.

ضمانات واضحة للسلام تشمل إنهاء الاحتلال ورفع الحصار وحق العودة للفلسطينيين.

دعم المقاومة السلمية والسياسية لفلسطين، لتعزيز موقعها التفاوضي دون الانزلاق إلى دائرة العنف المستمر.

🕊️ الخاتمة: غزة في مواجهة التاريخ 🕊️🌟

غزة ليست مجرد مساحة جغرافية، بل رمز صمود إنساني وأرض تاريخية تحمل ذاكرة الأمة. رغم كل المعاناة، تظل المدينة حاضنة للأمل ومصدرًا للشجاعة في مواجهة آلة احتلال لا تعرف الرحمة.

الهدنة التي وُقعت في شرم الشيخ لم تكن نهاية الحرب، بل فصل جديد من صراع طويل بين الحق والباطل، بين الإنسان والآلة العسكرية، بين الضمير الدولي وصمت القوى الكبرى.

إن صمود غزة هو رسالة للعالم كله: الحرية لا تُمنح، ولا تُباع، ولا تُسكت بالرصاص أو الحصار، بل تُنتزع بالصبر والتضحيات اليومية. ومن دماء الشهداء تُرسم خارطة الصمود، ومن صمت الأحياء يُبنى مستقبل المقاومة.

✍️ رأي الكاتبة 💡🖋️

إن تجربة غزة الأخيرة تؤكد أن السلام المعلن دون ضمانات قانونية ومراقبة دولية صارمة يوازي الحرب المستمرة تحت غطاء دبلوماسي.

من وجهة نظري، الطريق إلى نصر حقيقي يكمن في:

تعزيز صمود المدنيين والمقاومة الشعبية على الأرض.

تفعيل الضغوط الدولية والأدوات القانونية لمساءلة الاحتلال.

توحيد الكلمة الفلسطينية على المستويات كافة، لتصبح غزة نموذجًا عالميًا للصمود الإنساني والسياسي.

غزة تعلمنا أن الهدنة بلا عدالة هي مجرد صورة، والحق بلا صمود هو وهم، والدفاع عن الأرض والإنسانية مسؤولية جماعية.

📚 المراجع 📖🔍

1. وزارة الصحة الفلسطينية، تقارير مستمرة حول شهداء غزة وانتهاكات الاحتلال.

2. الدفاع المدني في غزة، توثيق حوادث الاستهداف خلال الهدنة.

3. تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية حول جرائم الحرب في فلسطين.

4. تصريحات الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار وحماية المدنيين.

5. تحليلات إعلامية وسياسية حول اتفاق شرم الشيخ وآثاره الإقليمية.

💠 التوثيق:
هذا المقال تم صياغته وتوثيقه بالكامل باسم د. أحلام محمد أبو السعود ✍️🕊️، ليكون تحليلًا سياسيًا وصحفيًا متكاملًا يعكس واقع غزة بعد اتفاق شرم الشيخ، ويحمل بصمة الكاتبة الإنسانية والدبلوماسية، مع مراعاة الدور المصري وجهود حل الدولتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *