بارزاني: الكورد لديهم إرادة قوية لبناء عراق جديد.. والانتخابات خطوة لتصحيح المسار
الإثنين 20-10-2025 14:35

اجتمع الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، مع عدد من أساتذة الجامعات والكتّاب والصحفيين والأدباء والفنانين والرياضيين من إقليم كوردستان.
وألقى بارزاني كلمة أمام الحضور، عبّر فيها عن سروره بهذا الاجتماع، وتحدث عن الوضع الراهن، وكذلك عن مسألة الانتخابات للدورة السادسة لمجلس النواب العراقي.
وقال بارزاني إن “الانتخابات عملية ديمقراطية، ويجب أن يقرر الشعب مصيره بنفسه، وأن يختار ممثليه بحرية”.
وشدّد بارزاني قائلاً: “بالنسبة لنا، الانتخابات قضية مبدئية، ونحن نؤمن بها. ففي أثناء الانتفاضة في آذار عام 1991 في كويه، كنتُ قد طالبت بإجراء الانتخابات. لذلك فهي بالنسبة لنا مسألة مبدئية”.
وأشار إلى أن أول انتخابات حرة أُجريت في كوردستان عام 1992، وكانت الأساس لبناء مؤسسات الإقليم، وفي العراق كذلك جرت أول انتخابات حرة في تاريخه عام 2005 بعد التوصل إلى دستور جديد للبلاد.
وفي هذا الإطار، ورغم ملاحظاته بشأن قانون الانتخابات في العراق بعد عام 2010، أكد بارزاني أن المشاركة في الانتخابات تأتي من منطلق المصلحة العامة.
وأعرب عن أمله في أن تكون الانتخابات المقبلة خطوة لتصحيح مسار العراق، وأن تُدار الدولة وفقاً للدستور.
وفي حديثه عن نضال وتضحيات وإنجازات إقليم كوردستان، قال بارزاني إن “هذه المكاسب لم يمنّ بها أحد علينا، ولا يستطيع أحد أن يمنّ بها علينا، فهي ثمرة دماء الشهداء ودموع أمهاتهم، ونتيجة معاناة هذا الشعب”.
كما تحدث عن المرحلة العراقية الجديدة بعد عام 2003، مبيّناً أن “الكورد توجهوا إلى بغداد بإرادة قوية ونية صافية لبناء عراق جديد، وبذلوا كل الجهود إلى أن وصلنا إلى عام 2005 والدستور القائم حالياً. هذا الدستور لا يحقق كل طموحاتنا، لكنه يتضمن نقاطاً إيجابية نقبل بها وندعمها. ولو تم تطبيقه فعلياً، لكان دستوراً جيداً”.
وأضاف أن “لو طُبق الدستور، لما واجهنا في بقية مناطق العراق ولا في العلاقة بين أربيل وبغداد كثيراً من هذه المشاكل”. لكنه أعرب عن أسفه قائلاً إن “ما نراه للأسف هو أن ثقافة الحكم المركزي ما زالت مهيمنة في بغداد”، وأكد رفضهم قبول ما هو أدنى من الدستور.
وبشأن ملف النفط والاتفاق الثلاثي الحالي بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية وشركات النفط، أعرب بارزاني عن أمله في أن يصمد هذا الاتفاق ويصبح أساساً لقانون النفط والغاز، وأن يتم حل هذه المشكلة.
كما شدد على أن الحقوق الدستورية لشعب كوردستان هي أمانة مُنحت بدماء آلاف الشهداء، ولا يمكن التنازل عنها.
وتطرق أيضاً إلى مسألة قطع الموازنة ورواتب مواطني كوردستان، قائلاً: “بالنسبة لي، وبالنسبة لكل كوردي مخلص وكل من لديه شيء من الضمير، فإن ألم حرمان لقمة عيش شعب كوردستان لم يكن أقل من فاجعة الأنفال والقصف الكيميائي”.
وفي جزء آخر من كلمته، وجّه بارزاني حديثه إلى الحاضرين، مستذكراً كيف أن قوات البيشمركة هزمت إرهابيي داعش، ودعاهم إلى أن “تواجهوا بالفكر والعلم والعمل تلك الثقافة الدخيلة التي تريد أن تزرع في كوردستان روح الانكسار وفقدان الثقة بالنفس لدى الشعب الكوردي، وأن تنتزع الانتماء والولاء من شبابنا”.
وأكد بارزاني أن هناك محاولات لنشر الإحباط وفقدان الهوية القومية بين أبناء الشعب الكوردي، محذّراً من أن هذه الثقافة الغريبة تهدد قيمنا الأصيلة التي نفخر بها مثل روح التعايش.
ودعا الجميع إلى التصدي لهذه المخططات ومنع ترسخها. كما تحدث عن التقدم الحاصل في كوردستان في مجالات التربية والتعليم العالي والإعمار والكهرباء والطرق وبناء السدود والجسور، وركّز على أهمية حماية البيئة.
ودعا جميع الأطراف إلى التعاون من أجل تعزيز حماية البيئة والطبيعة في كوردستان، مؤكداً على أهمية بناء السدود لحماية المياه وتفادي أزمة مائية مستقبلية، وضرورة وضع سياسة صحيحة لإدارة المياه.
وفي ما يتعلق بحملة الانتخابات، دعا الرئيس بارزاني إلى أن تُدار الحملة بهدوء وأمان وبعيداً عن العنف، مؤكداً أنه يجب ألا يُسمح بحدوث أي أمر سلبي، وأن لكل طرف الحق في الدعوة إلى برنامجه والتصويت لمن يشاء.
وأوضح أن سياسة الحزب الحاكم وسياسة حكومة الإقليم تقوم على التفكير ببناء قاعدة متينة في كل المجالات لأجيال المستقبل، والعمل لخدمة جميع شعب كوردستان من أجل مستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً.
أما بشأن الوضع الداخلي في كوردستان وتشكيل الحكومة الجديدة، فقال بارزاني إنه بعد إعلان نتائج الانتخابات، دعا جميع الأطراف إلى تشكيل حكومة واسعة القاعدة، لكن بعضهم لم يشارك وآخرين قالوا إنهم يفضلون البقاء في المعارضة، ما أدى إلى بقاء الخلاف بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني.
وأكد أن برنامج عمل الحكومة المتفق عليه برنامج جيد ومنسجم، ويجب مراعاة نتائج الانتخابات، بحيث تتسلم كل جهة حصتها بحسب استحقاقها الانتخابي.
معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص، وأن يتم تشكيل حكومة إقليم كوردستان قبل إجراء انتخابات مجلس النواب العراقي.
اترك تعليقاً