في حلقة جديدة من برنامج “واجه الصحافة” على قناة النيل للأخبار، تم تسليط الضوء على الاستراتيجية الوطنية لتصنيع السيارات في مصر، كأحد أبرز محاور التنمية الاقتصادية. الحلقة، التي استضافت نخبة من الخبراء، ناقشت كيفية تنفيذ هذه الاستراتيجية وتأثيرها على الاقتصاد الوطني، مع التركيز على توطين الصناعة، نقل التكنولوجيا، وجذب الاستثمارات العالمية. وفي ظل السباق التنموي الذي تشهده مصر، أصبحت صناعة السيارات ليست مجرد حلم، بل واقعاً يعكس مشروعات عملاقة وخطط طموحة.

استضاف البرنامج اللواء عبد السلام عبد الجواد، عضو الغرفة التجارية شعبة السيارات، والكاتب الصحفي رضا رفعت، نائب رئيس تحرير مجلة “صباح الخير”. بدأت الحلقة بمقدمة تؤكد أهمية الاستراتيجية في بناء قاعدة صناعية حديثة، حيث قال المقدم: “في سباق التنمية الشاملة، تبرز الاستراتيجية الوطنية لتصنيع السيارات كأحد أهم محاور دعم الاقتصاد الوطني”. وتم طرح تساؤلات جوهرية: كيف تمضي مصر في تنفيذ استراتيجيتها؟ وما دلالاتها على مستقبل الصناعة والاستثمار؟
الخطوط العريضة للاستراتيجية
في بداية النقاش، سُئل اللواء عبد السلام عن الخطوط العريضة للاستراتيجية، فأكد أنها تسير وفق الخطط الموضوعة، مع التركيز على توطين التصنيع وجذب الاستثمارات. كما تم مناقشة أبرز ملامح الدعم الحكومي، مثل الحوافز المالية والضريبية التي تقدمها الدولة للمصنعين والمستثمرين، مما يجعل مصر وجهة جذابة للشركات العالمية.

محاور النقاش الرئيسية
تنوعت الأسئلة لتغطي جوانب متعددة من الموضوع:
التجربة المصرية مقارنة بالدول الأخرى: أبرز الضيوف ما يميز مصر عن دول المنطقة، مثل التركيز على الشراكات الدولية والقاعدة الصناعية القائمة، مما يمنحها ميزة تنافسية في توطين الصناعة.
نسب التصنيع المحلي: تم التأكيد على النجاح في تحقيق نسب حقيقية من التصنيع المحلي داخل السيارات المنتجة، مع خطط لزيادتها تدريجياً لتعزيز الاعتماد على المكونات المصرية.

التحديات: ناقش البرنامج التحديات الرئيسية، مثل البنية التحتية، تكلفة الإنتاج، وسوق المكونات. أكد الضيوف أن هذه العقبات يمكن تجاوزها من خلال الاستثمار في التدريب والتطوير.
دور القطاع الخاص: شدد على أهمية مشاركة القطاع الخاص في دعم جهود الدولة، من خلال الشراكات والابتكار لتعزيز التوطين.
الشراكات الدولية: تم التطرق إلى الاتفاقات الأخيرة مع شركات عالمية كبرى، التي تساهم في نقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر المصرية، مما يعزز القدرات المحلية.
الاستثمارات المستقبلية: توقع الضيوف دخول مزيد من الاستثمارات الأجنبية، مع الحاجة إلى تحسين البيئة الاستثمارية وتقديم حوافز إضافية لجذبها.
التأثير على الأسعار والمستهلك: أوضح النقاش كيف سينعكس التوطين على انخفاض أسعار السيارات محلياً، مما يفيد المستهلك المصري. كما توقع زيادة الإقبال على السيارات المصرية إذا تحققت الجودة والسعر التنافسي.
دعم المنتج المحلي: وجه الضيوف رسالة للمستهلك المصري بأهمية دعم المنتج المحلي لتعزيز الاقتصاد الوطني.

مداخلة هاتفية: المنظور الاقتصادي
شارك الدكتور عمرو يوسف، أستاذ الاقتصاد والتشريعات المالية، عبر الهاتف، حيث أوضح كيف تنعكس الاستراتيجية على النمو الصناعي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي. كما تحدث عن الحوافز المالية والضريبية، معتبراً إياها كافية ومنافسة إقليمياً. وتوقع حجم استثمارات كبيرة خلال السنوات المقبلة، مع عوائد اقتصادية تعزز من تقليل عجز الميزان التجاري عبر إحلال المنتج المحلي محل المستورد.

فريق البرنامج
يعتمد برنامج “واجه الصحافة” على فريق من الإعلاميين المتميزين برئاسة أسامة راضي، رئيس القناة، وعلى عبد الصادق، مدير البرامج. يتولى رئاسة التحرير شيرين الشافعي، مع مشاركة في الإعداد من التقارير الصحفية وإسلام النويشي. أما الإضاءة فتولتها إيمان حمدي، والتصوير داليا إسماعيل وإيمان عزت، مع إخراج منفذ طه الزيادي، وإخراج لمياء جودة، وتقديم محمد عبد الحكم.

هذه الحلقة تؤكد أن توطين صناعة السيارات ليس مجرد مشروع صناعي، بل قاطرة للنمو الاقتصادي، تعزز الاستقلالية وتجذب الاستثمارات، مما يرسم مستقبلاً واعداً للاقتصاد المصري.