رئيس التحرير

شاهد بالفيديو :المتاحف المصرية.. جسر الحضارات وحراس ذاكرة الوطن

الجمعة 31-10-2025 21:35

كتبت شيرين الشافعي

في إطار الاستعدادات المتواصلة للاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير، تناولت قناة النيل للأخبار، في برنامجها “من القاهرة”، تقريرًا أعدته الإعلامية سمر صلاح عن المتاحف المصرية، بوصفها الشاهد الحي على عظمة التاريخ المصري الممتد لآلاف السنين، وكونها الجسر الذي يربط الماضي بالحاضر، لتبقى مصر مستودعًا خالدًا لكنوز الإنسانية ومهدًا للحضارات المتعاقبة.

تأتي المتاحف المصرية كـ«بوابات زمنية» تسمح للزائر بأن يعيش عصور التاريخ المختلفة، لا عبر مشاهدة القطع الأثرية فحسب، بل عبر التعرّف إلى حكايات الشعوب وتطور الفنون والمعتقدات.

فمن متحف بولاق، أول متحف للآثار في مصر الذي تأسس عام 1858 على يد عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت، وافتتح رسميًا عام 1863، بدأت رحلة مصر مع حفظ تراثها. وبعد انتقال المجموعات الأثرية إلى سراي الجيزة، ثم إلى ميدان التحرير عام 1902، استقر الأمر في المتحف المصري، أقدم وأشهر المتاحف المصرية، الذي يضم أكبر مجموعة أثرية في العالم تعبر عن مراحل التاريخ المصري القديم.

ثم يأتي المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، الذي يأخذ زائريه في رحلة عبر العصور، من ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، فيما يضم متحف الفن الإسلامي أكبر مجموعة من التحف الفنية الإسلامية في العالم، ويمثل المتحف القبطي نافذة فريدة على فنون وآثار العصر القبطي في مصر القديمة.

أما متحف قصر عابدين فيعكس فخامة العصور الملكية بما يحتويه من أسلحة ولوحات وأثاث نادر، في حين يُعد قصر الأمير محمد علي بالمنيل تحفة فنية تمثل مدرسة جامعة للفنون الإسلامية المختلفة.

وفي المتحف الحربي نعيش تاريخ مصر العسكري منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، بينما يحكي متحف محمد محمود خليل قصة الفن العالمي بما يضمه من أكثر من 300 لوحة نادرة وتماثيل وتحف خزفية نادرة.

أما المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية فيستعرض ملامح العصرين اليوناني والروماني عبر 25 قاعة، في حين يعرض متحف المركبات الملكية في بولاق أرقى ما استخدمته الأسرة الملكية من مركبات فاخرة.

وفي منطقة سقارة نجد متحف إيمحتب الذي يعرض 289 قطعة أثرية تخليدًا لعبقرية المهندس والطبيب المصري القديم إيمحتب. كما يبرز ركن حلوان في العاصمة القديمة تحفة معمارية شيدها الملك فاروق عام 1942.

ولا تقتصر المتاحف على القاهرة والجيزة فحسب، بل تمتد عبر ربوع مصر:
ففي الإسكندرية يقع المتحف القومي الذي يوثق تاريخ المدينة من الدولة القديمة حتى العصر الحديث.
وفي الأقصر يبرز متحف الأقصر ومتحف التحنيط كرمزين لجمال الجنوب وسحر الحضارة الفرعونية.
أما في المنيا، فيقدم متحف ملوي لمحة عن تاريخ المحافظة وآثارها عبر نحو ألف قطعة أثرية.
وفي أسوان، يتألق متحف النوبة بتجسيده لتاريخ وثقافة النوبيين منذ عصور ما قبل التاريخ.

وفي العصر الحديث، جاءت متاحف مثل متحف الغردقة ومتحف الرمال ومتحف شرم الشيخ لتؤكد امتداد رسالة المتاحف المصرية إلى كل المدن السياحية، حيث يلتقي فيها التاريخ بالجمال، والماضي بالحاضر.

ويُتوج هذا الإرث العظيم بـالمتحف المصري الكبير، أكبر متاحف العالم من حيث المساحة وعدد القاعات، ليكون درة التاج ومشروع القرن في حفظ التراث الإنساني، ومقصدًا لعشاق الحضارة المصرية في كل أنحاء العالم.

إن المتاحف المصرية ليست مجرد مبانٍ تضم آثارًا، بل هي ذاكرة أمة وعقلها الواعي، تحفظ تاريخها وتورّثه للأجيال القادمة، لتبقى مصر دائمًا منارةً للتراث والحضارة الإنسانية.

 

يعتمد البرنامج على نخبة من الإعلاميين بقناة النيل للأخبار ،برئاسة أسامة راضي رئيس القناة، و على عبد الصادق، مدير البرامج و التقرير من إعداد سمر صلاح، تعليق حازم البهواشى ،و مونتاج طارق سعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *