شاهد بالفيديو:شبرا بلولة.. القرية المصرية التي تعطر العالم بالياسمين
الجمعة 07-11-2025 00:22
تعليق شيرين الشافعى
في قلب دلتا النيل، حيث تلتقي التربة الخصبة بالمناخ المعتدل، تقع قرية شبرا بلولة في محافظة الغربية. هذه القرية الصغيرة، التي تبلغ مساحتها حوالي 257 فداناً، ليست مجرد بقعة ريفية هادئة، بل هي مصدر رئيسي لأحد أجمل العطور في العالم. تستحوذ شبرا بلولة على نسبة تصل إلى 60% إلى 70% من إنتاج الياسمين العالمي، الذي يدخل في صناعة أرقى العطور، وتصدر زيوته إلى دول أوروبا وغيرها. هذا التقرير، المستوحى من برنامج “هذا الصباح” على قناة النيل للأخبار، يأخذنا في رحلة عبر عالم الياسمين المصري، حيث يبدأ كل يوم برائحة الانتعاش وينتهي بتصدير العبير إلى كل أنحاء الكرة الأرضية.
تاريخ الياسمين في مصر: من فرنسا إلى دلتا النيل
بدأت قصة الياسمين في مصر في ستينيات القرن الماضي، عندما جلب أحمد فخري، أحد الأثرياء المصريين الذين درسوا في فرنسا، بذور هذا النبات العطري إلى وطنه. زرعه في إقطاعية يملكها تبلغ مساحتها نحو 100 فدان في قرية شبرا بلولة، مستفيداً من التربة الطينية الغنية والطقس المناسب. لم يقتصر الأمر على الزراعة، بل أنشأ مصنعاً لاستخراج الزيوت العطرية. سرعان ما ألهمت هذه التجربة الفلاحين المحليين، الذين بدأوا بزراعة أراضيهم بالياسمين، محولين القرية إلى مركز عالمي لإنتاجه.
اليوم، لا يُذكر الياسمين أو عطوره دون الإشارة إلى شبرا بلولة. بمجرد الوصول إلى القرية، يغمرك عطر الزهور البيضاء الناصعة، التي تتمايل مع أعوادها الخضراء تحت قطرات الندى. تمتد حقول الياسمين على مساحات هائلة، تفوح منها روائح ذكية تجعل الهواء ينبض بالحيوية.
هنا، تحصد أيادٍ مصرية ماهرة هذه الزهور، لتتحول إلى زيوت أساسية تدخل في صناعة العطور الفاخرة.
موسم الحصاد: من أبريل إلى نوفمبر
يبدأ موسم حصاد الياسمين في شبرا بلولة منتصف أبريل ويستمر حتى نهاية نوفمبر، قبل حلول الليالي الشتوية الباردة. تحتاج زهرة الياسمين إلى مناخ معتدل الحرارة ورطوبة منخفضة لتنمو بشكل مثالي، وهو ما توفره دلتا النيل بشكل طبيعي. خلال هذا الموسم، تتحول القرية إلى خلية نحل، حيث يعمل السكان ليلاً ونهاراً لحصاد الزهور في أوج نضجها، لضمان جودة الزيوت المستخلصة.
بالنسبة لأهالي القرية، الياسمين ليس مجرد محصول زراعي، بل رمز للحياة والرزق والجمال. يعتمد اقتصاد القرية بشكل أساسي على هذا النبات، الذي يوفر فرص عمل لآلاف الأسر ويجلب دخلاً مستقراً من خلال التصدير.
الجوانب السياحية: جاذبية الريف الأصيل
لم تقتصر شهرة شبرا بلولة على الإنتاج الزراعي، بل أصبحت وجهة سياحية جذابة. يأتي الزوار من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة عملية الحصاد، والمشاركة فيها، وتجربة الحياة الريفية الأصيلة. يمكن للسياح التجول في الحقول، استنشاق عطر الياسمين الطازج، وتعلم كيفية استخراج الزيوت. هذا الاهتمام السياحي يعزز من اقتصاد القرية ويبرز التراث الزراعي المصري على الساحة الدولية.
خاتمة: عطر مصري يغزو العالم
من هذه القرية الصغيرة في دلتا النيل، تنطلق مصر لتعطر العالم بأجمل الروائح. يصل عبير الياسمين المصري إلى باريس ونيويورك، ومن القاهرة إلى طوكيو، مرافقاً أجمل لحظات الحياة. شبرا بلولة تثبت أن الجمال يمكن أن ينبع من أبسط الأماكن، وأن التراث المصري لا يزال يساهم في صناعة التاريخ العالمي.
هذا التقرير مستوحى من برنامج “هذا الصباح” على قناة النيل للأخبار، تحت إشراف نخبة من الإعلاميين برئاسة أسامة راضي رئيس القناة، وعلى عبد الصادق مدير البرامج، من إعداد سمر صلاح، وتعليق شيرين الشافعي.



اترك تعليقاً