رئيس التحرير

الشاعرة الفلسطينية د. أحلام محمد أبو السعود تكتب : ✦ نبض الحياة — تحليل سياسي ✦

الخميس 20-11-2025 17:52

✍️ بقلم: د. أحلام محمد أبو السعود — سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية

التحفظات على مشروع القرار الأميركي وتداعياته، وفرص كسب تأييد دولي لإقامة الدولة الفلسطينية ووقف الحرب

🟥 التحولات الأخيرة في المشهد الدولي

شهدت الساحة الدولية تحولًا دراماتيكيًا في ملف غزة بعد أن أعادت الولايات المتحدة تقديم مشروع قرار معدَّل إلى مجلس الأمن.

🟦 لماذا أثار المشروع هذه المخاوف؟

🔸 أولًا: غياب تحديد الولاية الفلسطينية بشكل قاطع
المسودة المعدلة لم توضّح بشكل قاطع ولاية منظمة التحرير والدولة والحكومة الفلسطينية على قطاع غزة…

🔸 ثانيًا: تحوّل دور القوات الدولية إلى مهام شرطية داخلية
التعديل فتح الباب لمهام قد تشمل نزع سلاح داخلي…

🔸 ثالثًا: تمديد صلاحيات «مجلس السلام الدولي» بصورة فضفاضة
ما أثار مخاوف من فرض وصاية دولية على الفلسطينيين…

🟩 الانقسام الدولي وردود الفعل الإقليمية

تحفظات مصر وقطر ودول عربية أخرى أظهرت أن الإقليم ليس موحدًا خلف المقاربة الأميركية…

🟨 الواقع الإنساني والسياسي على الأرض

استمرار الخروقات، وعرقلة المساعدات، واستشهاد مئات المدنيين خلال الأسابيع الماضية…

🟪 هل الخلط مقصود أم نتاج غياب رؤية؟

المشروع يعكس ضغوطًا ومصالح دولية من جهة، وفجوات في الصياغة من جهة أخرى…

🟧 كيف نغتنم الفرص لكسب تأييد دولي لإقامة الدولة ووقف الحرب؟

1. 📝 التمركز على ورقة شرعية فلسطينية موحدة
توحيد الموقف الرسمي الفلسطيني…

2. 🛡️ إعادة صياغة مهام القوات الدولية ضمن إطار رقابي محدود
قبول القوات الدولية فقط في المهام الإنسانية…

3. ⏳ برنامج زمني مرحلي مُلزِم
وقف إطلاق نار شامل — فتح المعابر — إعمار شفاف…

4. 🌍 حشد إقليمي ودولي ذكي
استخدام ثقل الاتحاد الإفريقي، دول عدم الانحياز، والاتحاد الأوروبي…

5. ⚖️ إجراءات قانونية ودبلوماسية متوازية
ربط الملف الإنساني بالحقوقي والسياسي…

6. 📢 حملة إعلامية دولية مؤثرة
مخاطبة المجتمعات الغربية ببيانات موثّقة…

🟣 الخاتمة — بين مطرقة الحرب وسندان السياسة… أين يقف الفلسطيني؟

إنّ مشروع القرار الأميركي، على ما يحمل من ثغرات ومخاطر وتدوير للصياغات القديمة، يكشف حقيقة واحدة:
العالم يتحرّك… لكن اتجاه الحركة لم يُحسم بعد.

فلسطين اليوم ليست مجرد ملف دولي، بل جرح مفتوح في ضمير البشرية ومعيار لصدقية القانون الدولي.
وبينما تحاول القوى الكبرى إعادة تدوير إدارة الصراع، لا يمكن لأي حل أن يولد دون إرادة فلسطينية موحدة تُمسك بثلاثية:

الشرعية — الحقوق — تحويل الألم إلى قوة ضغط سياسية.

إنّ اللحظة التاريخية التي تعيشها غزة، بكل ما فيها من دم ودمار وصمود، قد تكون نافذة نادرة لصياغة معادلة فلسطينية واضحة:
دولة مستقلة، سيادة كاملة، ووقف عدوان شامل.

لكن تحقيق ذلك لن يتحقق إلا إذا أدرك الفلسطينيون والعرب أنّ السياسة لا تُمنح… بل تُنتزع.
وأن كل ثغرة في أي مشروع دولي يمكن أن تتحول إلى مكسب إذا قُرئت بعقل وطني لا بعين الضغوط الخارجية.

وفي قلب الركام ودموع الأمهات ورائحة الأرض التي تختلط بدم الشهداء… يرتفع السؤال الحاسم:

هل نملك الإرادة لنحوّل الألم إلى قوة؟
والثغرات إلى فرص؟
والحرب إلى طريق نحو الدولة؟

الإجابة ليست في واشنطن ولا نيويورك…
بل في غزة ورام الله والشتات… في قلب كل فلسطيني قرر أن يكون صانعًا لا ضحية.

✦ وهكذا… يبقى الأمل السياسي ممكنًا، ما دامت الإرادة تكتب سطورها بدم الصمود لا بحبر التوقعات. ✦

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *