رئيس التحرير

شاهد بالفيديو: هدى شعراوي.. سيرة امرأة صنعت الوعي وغيّرت مسار الحركة النسائية تعليق شيرين الشافعى

الإثنين 15-12-2025 17:43

في ذكرى رحيلها، أعاد برنامج «هذا الصباح» على قناة النيل للأخبار تسليط الضوء على واحدة من أهم الشخصيات النسائية في التاريخ المصري الحديث، المناضلة هدى شعراوي، التي لم تكن مجرد ناشطة نسوية، بل كانت مشروعًا وطنيًا متكاملًا للدفاع عن حقوق المرأة وترسيخ حضورها في المجالين العام والسياسي.

وُلدت هدى شعراوي، واسمها الحقيقي نور الهدى محمد سلطان الشعراوي، بمحافظة المنيا عام 1879، في بيئة سياسية وفكرية أثّرت بعمق في تشكيل وعيها المبكر، فهي ابنة محمد سلطان باشا، رئيس أول مجلس نيابي مصري. ومنذ سنواتها الأولى، ارتبط اسمها بقيم التنوير والعدالة الاجتماعية.

لم تنتظر شعراوي لحظة الاعتراف بحقوق المرأة، بل صنعتها بجهدها ومبادراتها المبكرة، حيث أسست جمعية لرعاية الأطفال عام 1907، ثم دعمت تعليم الفتيات عبر فتح أبواب الجامعة المصرية لمحاضرات السيدات عام 1908، قبل أن تؤسس مدرسة خاصة للفتيات عام 1910، في خطوة كسرت الكثير من القيود الاجتماعية السائدة آنذاك.

وجاءت ثورة 1919 لتكشف الوجه الوطني لنضال هدى شعراوي، إذ قادت مظاهرات النساء ضد الاحتلال البريطاني، مؤكدة أن المرأة ليست على هامش القضايا الوطنية، بل في قلبها. كما أسست لجنة السيدات بحزب الوفد، وأسهمت في تنظيم العمل السياسي النسائي بصورة غير مسبوقة.

وامتد نضالها ليشمل قضايا اجتماعية شائكة، حيث واجهت بشجاعة ظاهرة تعدد الزوجات، ودافعت عن حق المرأة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية، وهي معارك تُوّجت بتأسيس الاتحاد النسائي المصري عام 1923، الذي مثّل نقطة تحول في تاريخ الحركة النسوية، واستمرت شعراوي على رأسه حتى وفاتها.

وعلى الصعيدين العربي والدولي، تجاوزت رسالتها حدود الوطن، فشاركت في تأسيس الاتحاد النسائي العربي، وتولت رئاسته عام 1935، كما شغلت منصب نائبة رئيسة اتحاد المرأة العالمي، وشاركت في مؤتمرات دولية كبرى في باريس وأمستردام وبرلين، حاملة صوت المرأة العربية إلى المنصات العالمية.

لم يكن اهتمام هدى شعراوي محصورًا في المرأة المصرية، بل امتد إلى دعم الحركات النسائية في عدد من الدول العربية، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد، لتصبح واحدة من أبرز رموز التضامن النسوي العربي في النصف الأول من القرن العشرين.

وحظيت شعراوي بتقدير رسمي عربي ودولي، إذ مُنحت وسام الكمال، أعلى الأوسمة المصرية آنذاك، كما نالت تكريمات رفيعة من لبنان وسوريا، تقديرًا لدورها الرائد في خدمة قضايا المرأة والمجتمع.

رحلت هدى شعراوي عام 1947، لكنها تركت خلفها إرثًا فكريًا ونضاليًا لا يزال حاضرًا في الذاكرة الوطنية، بوصفها امرأة آمنت بالتغيير، وخاضت معارك الوعي بشجاعة، وأسست لمسار نسوي لا يزال أثره ممتدًا حتى اليوم.

يُذكر أن برنامج «هذا الصباح» يُقدَّم عبر نخبة من الإعلاميين بقناة النيل للأخبار برئاسة أسامة راضي رئيس القناة، وعلي عبد الصادق مدير البرامج، حيث جاء التقرير من إعداد و اخراج سمر صلاح، مع قراءة تعليق للإعلامية شيرين الشافعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *