الكاتبة الفلسطينية د. أحلام أبو السعود تكتب : رسالة شكر للدكتور محمد عسفة أخصائي جراحة الدماغ والعمود الفقري /فلسطين
الثلاثاء 16-12-2025 17:45
✍️ بقلم سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية
د. أحلام أبو السعود
كلُّ التحيةِ والتقدير، وأسمى عباراتِ الشكرِ والاعتزاز،
نتوجّه بها إلى الدكتور محمد عسفة، أخصائي جراحة المخ والأعصاب،
في مستشفى يافا الطبي بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة،
ومستشفى ناصر بمدينة خانيونس جنوب القطاع الصامد،
قلب فلسطين النابض، وعنوان صمودها الإنساني.
نثمّن عاليًا الجهود الوطنية والإنسانية التي يبذلها الدكتور محمد عسفة،
الذي شكّل، خلال حرب السابع من أكتوبر، نموذجًا مشرّفًا للطبيب الفلسطيني المقاوم،
حين واصل إجراء عمليات جراحة الدماغ والعمود الفقري
في ظل القصف المتواصل، وشحّ الإمكانيات الطبية، وانقطاع المستلزمات الأساسية،
مقدّمًا مثالًا نادرًا في التضحية، والالتزام الأخلاقي، والواجب المهني والوطني.

لقد جسّد الدكتور عسفة معنى الثبات في الميدان الطبي،
فلم تُغلق أبواب غرف العمليات،
ولم تنكسر إرادة إنقاذ الحياة،
رغم قسوة الحرب، وضيق الوقت، وخطورة الظروف،
ليؤكد أن الكادر الطبي الفلسطيني هو خط الدفاع الأول
عن كرامة الإنسان الفلسطيني وحقه الأصيل في الحياة.
وإنّ ما يقدّمه الدكتور محمد عسفة في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ شعبنا،
يتجاوز حدود المهنة إلى فضاء المسؤولية الوطنية الشاملة،
حيث تتحوّل غرفة العمليات إلى ساحة صمود،
ويغدو المشرط أداة دفاع عن الوجود،
وتصبح إنقاذ الأرواح فعلَ مقاومةٍ يوميّ
في مواجهة آلة القتل والاستهداف الممنهج للإنسان الفلسطيني.

ويأتي هذا التقدير في أعقاب اللقاء الخاص الذي أُجري معه
باسم المنظمة الدولية للسلام العالمي والتعايش السلمي (International Organization)،
واتحاد الإعلاميين العرب، ومنتدى العروبة تجمعنا، وكوشان بلدي، وأسرة فلسطين وطن،
وقناة الشعلة الدولية، واتحاد العمامرة العربي الإفريقي،
وأكاديمية الأمم الدولية للسلام وحقوق الإنسان،
والاتحاد العربي للقبائل الدولية للتنمية المستدامة،
تقديرًا لدوره الريادي في خدمة أبناء شعبه في قطاع غزة.
ومن غزة الجريحة، التي تُحاصر وتُقصف وتُستهدف في إنسانها قبل حجرها،
نؤكد أن الكفاءات الطبية الفلسطينية ستبقى حاضرة في الميدان،
راسخة في واجبها، متمسكة برسالتها الإنسانية والوطنية،
مهما اشتد العدوان، ومهما تفاقم العجز الدولي،
لتثبت أن الحق في الحياة لا يُهزم،
وأن إرادة الفلسطيني أقوى من كل محاولات الإبادة.
ختامًا، نُجدّد التحية والتقدير للدكتور محمد عسفة،
ولجميع أطبائنا وكوادرنا الطبية في قطاع غزة،
الذين يصنعون الحياة تحت النار،
ويحملون فلسطين في قلوبهم، وفي أيديهم، وفي ضمائرهم،
ليبقى القطاع الصامد شاهدًا حيًا
على أن غزة لا تموت،
وأن فلسطين باقية… ما بقي فيها من يُنقذ الحياة. 🇵🇸


اترك تعليقاً