بالصور … من قلب الألم… مستشفى ناصر الطبي شاهدٌ على إنسانيةٍ لا تنكسر
الثلاثاء 16-12-2025 17:22
✍️ بقلم:د. أحلام محمد أبو السعود… سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية
في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث تتقاطع أصوات الألم مع إرادة الحياة، قمتُ بزيارةٍ ميدانية إلى مستشفى ناصر الطبي؛ هذا الصرح الصحي الذي يعمل على مدار الساعة، متحدّيًا ظروف الحرب والحصار، ليبقى ملاذًا إنسانيًا لأبناء قطاع غزة، ونافذة أملٍ في زمنٍ تكسّرت فيه النوافذ.
وخلال الزيارة، كان واضحًا حجم الضغط الهائل الواقع على الطواقم الطبية، والإصرار الاستثنائي على أداء الواجب المهني والإنساني بأعلى درجات التفاني، رغم شحّ الإمكانيات واستمرار العدوان. فمستشفى ناصر لم يكن مجرد مؤسسة صحية، بل جبهة إنقاذٍ متقدمة، تنبض بالمسؤولية الوطنية والإنسانية.

وفي هذا السياق، كان للبعثة الطبية المصرية حضورٌ مشرّف، جسّد عمق العلاقة الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والمصري، وترجم الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية إلى فعلٍ طبيٍ إنسانيٍ مباشر. وقد كان لنا شرف اللقاء بـ الدكتور إسلام الشريف، استشاري جراحة العمود الفقري للصغار والكبار، أحد أعمدة البعثة الطبية المصرية، والذي مثّل نموذجًا راقيًا للطبيب الإنسان قبل أن يكون صاحب اختصاص.
الدكتور إسلام الشريف، وعلى رأس عمله داخل مستشفى ناصر، أجرى العديد من العمليات الجراحية الدقيقة والمعقّدة لمرضى من أبناء غزة، إصاباتهم كانت نتيجة مباشرة لحربٍ مدمّرة لم تفرّق بين حجرٍ وبشر. وقد تكللت تلك العمليات بالنجاح، رغم قسوة الظروف وضيق الإمكانيات، في شهادةٍ حيّة على الكفاءة الطبية المصرية، وعلى القلب الذي جاء نابضًا بالعطاء.

وقد أكّد الدكتور إسلام خلال لقائنا أن حضوره إلى غزة لم يكن مجرد مهمة طبية، بل واجب إنساني وأخلاقي، جاء ليكون عونًا وسندًا لإخوته الأطباء في غزة، ومساندًا لأهلها في محنتهم. كما عبّر عن أمله الصادق في أن تُفتح الطرق من الجانبين، ليبقى التواصل الطبي والإنساني قائمًا، وتمنى أن تتاح له الفرصة للعودة مرةً أخرى إلى غزة، لمواصلة رسالته الإنسانية.

ومن هنا، لا بدّ من توجيه أسمى آيات الشكر والتقدير إلى:
القيادة المصرية، على موقفها التاريخي الثابت والداعم للشعب الفلسطيني.
الدولة المصرية، التي لم تتخلَّ يومًا عن دورها القومي والإنساني.
الشعب المصري العظيم، الذي يبرهن دومًا أن فلسطين حاضرة في وجدانه وضميره.
البعثة الطبية المصرية، التي كتبت بجهودها سطورًا من الرحمة في سجل المعاناة الغزية.
وعلى رأسهم الطبيب الإنسان الدكتور إسلام الشريف، الذي حمل علمه وقلبه وجاء بهما إلى غزة في أحلك الظروف.
إن ما شاهدناه في مستشفى ناصر الطبي يؤكد أن الطب مقاومة، والإنسانية لا تُحاصر، وأن غزة، رغم الجراح، ما زالت تستقبل إخوتها بالحب، وتودّعهم بالدعاء، وتنتظر عودتهم بوفاء.
🇵🇸🤍🇪🇬


اترك تعليقاً