رئيس التحرير

الكاتبة الفلسطينية د. أحلام محمد أبو السعود تكتب : غزة بين “فخ الإعمار” ومشاريع الهيمنة.. قراءة في “نيوم” الأمريكية الجديدة 🇵🇸

السبت 20-12-2025 16:01

✍️ بقلم: د. أحلام محمد أبو السعود سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية

في وقتٍ لا تزال فيه غزة تنزف تحت الركام 💔، يبرز إلى السطح مشروع أمريكي جديد يروج لتحويل القطاع إلى “مدينة تكنولوجية متطورة” (Silicon Gaza) 🏙️. هذا المشروع، الذي يقوده الثنائي “كوشنر-ويتكوف”، يطرح تساؤلات وجودية حول التوقيت والأهداف: هل هو إعمار حقيقي أم “هندسة استعمارية” للهوية الفلسطينية؟ 🤔

أولاً: من التحرر الوطني إلى “السلام الاقتصادي” 💸
👈 إن طرح فكرة “المدن الذكية” في بيئة مدمرة تماماً هو محاولة صريحة لتحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطني وحق عودة ✊ إلى مجرد “ملف معيشي” يُدار بالمنح والمشاريع. غزة لا تحتاج إلى تكنولوجيا مستوردة بقدر حاجتها إلى إنهاء الاحتلال ⛓️، ورفع الحصار، وضمان الحقوق السياسية غير القابلة للتصرف. أي إعمار خارج هذا السياق هو “استعمار ناعم” 🕊️ يهدف لإنتاج تبعية اقتصادية دائمة.

ثانياً: واشنطن.. من “شريك الدمار” إلى “مهندس الإعمار” 🇺🇸
👈 لا يمكن فصل الدور الأمريكي الحالي عن سياقه التاريخي؛ فواشنطن التي وفرت الغطاء السياسي والعسكري للعدوان 🛡️، واستخدمت “الفيتو” لإجهاض وقف إطلاق النار 🚫، لا تتحرك اليوم بدوافع إنسانية. إن الهدف الاستراتيجي يتلخص في:

ضمان أمن الكيان الصهيوني برؤية أمريكية.

كسر الإرادة السياسية للمقاومة عبر “الترغيب الاقتصادي” 💰.

تحويل القطاع إلى كيان منزوع السيادة وخاضع للتمويل المشروط.

ثالثاً: الاحتلال فوق القانون.. والمجتمع الدولي شريك بالصمت ⚖️🤫
👈 ما يمارسه الاحتلال في غزة هو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان 🚨. ومع ذلك، يستمر الصمت الدولي الذي تجاوز مرحلة العجز ليصل إلى “التواطؤ” 🤝. هذا الصمت هو الذي يمنح الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في تدمير البنية التحتية والمستشفيات 🏥، بينما ينشغل العالم بمناقشة “تصاميم معمارية” لغزة المستقبلية فوق جثث الضحايا 💔.

رابعاً: استهداف المخيمات.. ضربة لـ “حق العودة” 🏕️➡️🚫
👈 يختبئ خلف مشاريع “غزة الجديدة” هدف غير معلن: تصفية رمزية المخيمات ⛺. المخيم ليس مجرد بناء، بل هو الشاهد القانوني والسياسي على نكبة 1948 وحق العودة 🔑. إن إعادة التصميم العمراني التي تتجاهل خصوصية المخيمات تسعى عملياً لإنهاء قضية اللاجئين عبر “الإسمنت والتكنولوجيا”.

خامساً: غزة ليست للبيع.. خريطة طريق وطنية 🗺️
👈 إن الوعي الفلسطيني هو خط الدفاع الأول ضد هذه المشاريع 🧠. ولإجهاض محاولات الهيمنة، يتوجب التحرك في المسارات التالية:

رفض قاطع ❌ لأي إعمار مشروط سياسياً أو يمس بالسيادة.

أولوية المسار القانوني: لا إعمار قبل محاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب 🧑‍⚖️.

حماية الثوابت: التأكيد على أن غزة قضية سياسية بامتياز، وليست حقل تجارب استثمارياً 🌟.

المسؤولية العربية: تفعيل دور عربي داعم للصمود بعيداً عن الوصاية أو الابتزاز 🇸🇦🇪🇬🇶🇦.

خاتمة: مرآة العالم 🌍
👈 ما يحدث اليوم هو صراع على الرواية والهوية 📚. غزة التي لم تنكسر أمام الآلة العسكرية 💥، لن تُهزم أمام إغراءات “المدن الذكية” 🏙️ ولا التمويل المشروط. فإما إعمار يحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني وحقه في أرضه ✊، وإما مشاريع ستسقط كما سقطت قبلها مؤامرات التصفية.

غزة ليست عبئاً على العالم.. غزة هي مرآته التي تكشف زيف شعاراته. 🪞

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *