الكركم ذهب الطب على مر العصور
الأربعاء 25-01-2023 14:00
كتبت : الدكتورة منى حنا عياد
بلون الذهب يطل بهار «الكركم» الشهير في كل المطابخ العالمية، فتارة هو صبغة طبيعية وأخرى هو علاج تقليدي للآلام المزمنة. الغرب يُعرّفه كمسكّن للألم وكمكوّن شفاء في دراساته، وقد وجدت إحدى الدراسات أن «الكركومين» فعّال بطريقة موازية في تحسين عمل البطانة الغشائية لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني.
الكركم الذي عادة ما يطلق عليه اسم الزعفران الهندي أو التابل الذهبي عبارة عن نبتة طويلة تنمو في آسيا وأمريكا الوسطى. أما صباغ الكركومين الطبيعي، أحد المكونات الناشطة للكركم فيتسم بخصائص بيولوجية قوية. وقد لجأ الطب الإيروفيدي الهندي القديم للكركم لعلاج عدد من الحالات الصحية كالآلام المزمنة والالتهابات، أما الطب الغربي فقد بدأ بدراسة الكركم كمسكّن للألم وكمكوّن شفاء.
ويتسم الكركم بخصائص مقاومة للالتهابات، حيث أشارت مؤسسة التهاب المفاصل إلى عدد من الدراسات ذات العلاقة، كما أوصت بتناول كبسولات 400 إلى 600 ملغرام من الكركم حتى ثلاث مرات في اليوم لتخفيف حدة الالتهابات. ويساعد مركب الكركومين على محاربة داء الأمعاء الالتهابي والتهاب البنكرياس وداء المفاصل.
ويحمي الكركومين كذلك من أمراض القلب، حيث كشفت إحدى الدراسات أنه يحسّن عمل البطانة الغشائية التي تلعب دوراً في تنظيم ضغط الدم. ووجدت دراسة أخرى أن الكركومين فعّال بطريقة موازية في تحسين عمل البطانة الغشائية لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني.
ويلعب الكركم دوراً محتملاً كذلك في تجنب الإصابة بالسرطان وعلاجه سيما سرطان الثدي والبروستات والمعدة والأمعاء الغليظة. وكشفت الأبحاث التي أجريت على الفئران أن الكركومين يساعد في إبطاء تفشي الخلايا السرطانية، وقد يحول دون تكوّن الأورام أساساً، كما يمكن أن يقضي عليها.
وبفضل خصائصه المضادة للالتهاب قد يساعد الكركم في التخفيف من أعراض الفصال العظمي ويشكل خياراً علاجياً آمناً على المدى البعيد. وأن تناول 50 ملغ من الكركومين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يبطئ بشكل ملحوظ تطور حالة الفصال، في حين أن التطبيق الموضعي يساهم في التخفيف من الألم.
وتبين من دراسات سابقة أن الكركومين قد يساعد في علاج وتفادي الإصابة بالسكري، كما الاضطرابات المرافقة له كاعتلال الكلى السكري الذي يصيب مرضى السكري من النوعين الأول والثاني. إلا أنه يذكر بأن عدداً من الدراسات أجريت على الحيوانات وليس البشر.
ويمكن للكركم أن يحمي الدماغ من بعض الأمراض الانحلالية كالزهايمر فيؤخر حدوثها أو يقلب مسارها. ويعود ذلك إلى عمله على رفع معدلات عوامل التغذية العصبية الموجودة في الدماغ والعمود الفقري والمسؤولة عن الحفاظ على صحة الخلايا العصبية وتنظيم الاتصال بينها. ويساعد الكركم أيضاً في محاربة الاكتئاب وتحسين صحة الجلد وتحرر مضادات الأكسدة فيه الجذور الحرة فيقاوم الشيخوخة.