رئيس التحرير

عوالم خفية … الحكم بالاعدام علي رجل برتغالي و الاحتفاظ براسه

الثلاثاء 31-01-2023 13:00

كتبت : ميرنا محمد

يحدث الكثير من الجرائم  وتقوم الدوله بالحكم علي هؤلاء المجرمون بالاعدام ويعتبر هذا  طبيعيا وليس غريبا ولكن الغريب في الامر عندما تقوم الدوله باعدام مجرم وبعد ذلك يتم اخذ رأس المجرم ووضعها في متحف بجامعه لشبونه سوف تجد هذا غريبا ولكن هذا ما حدث مع ( ديوجو الفيز ) سوف نروي لكم تفاصيل القصه ولماذا تم وضع رأس هذا المجرم بالمتحف

لشخص  يدعي “ديوجو آلفيز” وهو من اشهر المجرمين الذين روعوا البرتغال، ولد عام 1810 في بلده شمال اسبانيا وكان والده مزارعاً فقيراً، قام والده بإرساله الي عاصمه البرتغال لشبونه ليعمل خادماً هناك في أحد منازل الاثرياء املاً في ان يساعد الاسره بالمال ،لكن ديوجو سرعان ما انغمس في ملذات الحياه التي توفرها المدينه فقطع إتصاله عن اهله نهائياً ،في الواقع ديوجو كان انساناً مجرداً من الاخلاق ويتميز ببروده المشاعر ويقال ان هذه الصفات بسبب مشكله عقليه اثر وقوعه من علي ظهر جواده حينما كان يعمل مع والده في المزرعه.

وبالتأكيد لم يكن راتب عمله كخادم كافياً لإشباع نزوات وولع ديوجو بالخمر والقمار والنساء إذ لم يتطلب الامر وقتاً طويلاً حتى بدأ السرقه من المنازل التي يعمل بها ،وكان اسلوبه بسيطاً يقوم بعمل نسخ عن مفاتيح المنزل ثم يسرقه فيما بعد بمساعدة بعض المجرمين الذين التفوا حوله وكونوا عصابه وكانو يخبئون المسروقات في نزل صغير بطرف المدينه يعود لسيده تدعي “ماريا جيرترودز” وكانت عشيقه ديوجو وهي من قامت بتشجيعه علي السرقه.

وصل عدد ضحايا ديوجو الي 70 ضحيه ولم تأبه الشرطه حينها لمرور البرتغال بمشاكل سياسه واقتصادية مما زاد في غلاء الاسعار وانتشار الفقر لذلك ظنت الشرطه ان هؤلاء المتساقطون ينتحرون من ضغوطات الحياه.

جرائم ديوجو سرعان ماكانت سبب في وقوعه في المشاكل مع السلطات لذا اراد طريقه جديده لكسب المال لا يحاوطها المصاعب والشبهات وجائت الي عقله فكره جهنميه حيث كان يوجد قنطره مائيه معلقه شهيره في لشبونه كانت بطول عده كيلومترات وارتفاعها يصل الي 65مترا كانت تنقل المياه العذبة الي المدينة وكانت وسيله المسافرين والمزارعين لاختصار الطريق والوصول الي مركز المدينه بسرعه وبعيداً عن الزحام فأستغل ديوجو هذه المنطقه وكان يفاجئهم مهددا بسكين ولم يكن هناك مجال للمناوره والهرول فالممر بالكاد يتسع لشخص واحد فيسلمون له كل مايملكون وكان بعد الانتهاء من سلب كل ما لديهم يقوم برميهم من اعلي القنطره ليلقوا حتفهم وخوف منه ان يخبروا الشرطة لو تُركوا سالمين.

ولكن ازدياد اعداد الضحايا جعل السكان يقدمون الشكاوي مطالبين فيها بحراسه مشددة للقنطره وغلقها إن امكن مما جعل الامر من المستحيل علي ديوجو إستخدامها مجدداً لذلك عاد لسرقه المنازل واصبح هو وعصابته اكثر جرأه عن السابق فأصبحوا يقتلون سكان المنازل بعد اقتحامهم لها.

واثار الامر ضجه كبيره في المدينة بعد مقتل الطبيب المشهور وزوجته وطفليه مما دفع الشرطه لتكثيف البحث عن الجناه.

من المبهم والغير معلوم كيفيه القبض علي ديوجو، يقول البعض ان احد افراد عصابته وشي به وهناك مزاعم ان ابنه عشيقته ماريا هي التي ابلغت عنه.. وايا ماكانت الحقيقه فقد وقع ديوجو في قبضه العداله عام 1841 وحكم عليه بالاعدام شنقا فى ساحه عامه لترتاح المدينه اخيراً من شروره.

والعجيب أنه حتي في اخر لحظات حياته كان في منتهي الهدوء ولم يظهر عليه اي ندم ولعل ذلك واضحا في معالم وجهه، اعتقد انه ساعه الاعدام كان يفكر بشيء بعيداً كل البعد عن الموت.

لا يعقل ان هذا الرأس يعود لرجل تم اعدامه منذ اكثر من قرنين من الزمن فأنت تكاد تشعر انه يضج بالحياه، الجلد.. الشعر.. الشارب الخفيف واللحيه المستدقه كلها تبدو طبيعية والاعجب هي تلك الملامح والنظرات الهادئه التي تشير الي عدم المبالاه لكل تلك الوجوه التي تقف امامه مدققه فيه بأستغراب مختلط بشئ من التقزز والخوف.

لكن لا داعي للاستغراب فالهدوضحية للامبالاه كانت دوماً صفات متأصله وملازمه لصاحب ذلك الرأس طوال حياته حتي في لحظاته الاخيره وهو واقف امام الموت فوق منصه الاعدام وسط الكثير من الناس.

بعد اعدامه طلب عدد من الاطباء والباحثين في جامعه لشبونه بتسلميهم الجثه لإجراء دراسة تشريحيه مستفيضة حول دماغه لاجل معرفه الاسباب الكامنه وراء سلوكه الاجرامي حيث ان هناك نظريات في ذلك الزمان تربط بين شكل الجمجمه والدماغ والسلوك والتصرفات ولم يعرف ماتم التوصل إليه من دراسه دماغ ديوجو لكن من المعروف ان رأسه مازال حتي الآن مُحتفظ بها في متحف التشريح التابع لكلية الطب جامعه لشبونه وهي بلا شك من اكثر الاشياء التى تجذب الزوار في المتحف

التعليقات مغلقة.