فى مثل هذا اليوم الخامس عشر من رمضان ولادة الحسن سيد شباب أهل الجنة
الخميس 06-04-2023 13:00
في منتصف شهر رمضان، من السنة الثالثة من الهجرة، ولد أبو محمد القرشي الهاشمي ( الحسن بن على )، سبط رسول الله ، وابن ابنته فاطمة الزهراء، وريحانته، وأشبه خلق الله به في وجهه، فحنكه رسول الله بريقه، وسماه حسناً، وهو أكبر ولد أبويه [تاريخ خليفة (ص: 66) وتاريخ بغداد (1/ 140)]. وكان النبي -ﷺ- يحبه حباً شديداً، ويداعبه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: خرجتُ مع رسول الله -ﷺ- في طائفة من النهار، لا يكلمني ولا أكلمه، حتى جاء سوق بني قينقاع، ثم انصرف، حتى أتى خباء فاطمة، فقال: أثم لكع؟ أثم لكع؟ يعني: حسناً، فظننا أنه إنما تحبسه أمه؛ لأن تغسله وتلبسه سخاباً، فلم يلبث أن جاء يسعى، حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه، فقال رسول الله -ﷺ-: اللهم إني أحبه، فأحبه، وأحبب من يحبه [البخاري (5884) ومسلم (2421)]. وقد أصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، كما أخبر النبي -، حيث قال: ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين [البخاري (3746)]. فالزهد في المناصب الكبرى أمر عظيم، لا يستطيعه إلا الكبار في إيمانهم، وأخلاقهم، وتربيتهم، كالحسن -رضي الله عنه وأرضاه-.
الحسن بن علي بن أبي طالب
هو الحسن بن عليّ بن أبي طالب الهاشميّ، أمّه فاطمة بنت رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وكما أن أمّه -رضي الله عنها- سيّدة نساء أهل الجنّة، فابنها الحسن هو سيّد شباب أهل الجنة، وُلِد -رضي الله عنه- في السنة الثالثة من الهجرة، في منتصف شهر رمضان، وسمّاه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالحَسَن، وعقَّ عنه كبشاً، وكان أشبه الناس بجدّه رسول الله، ويُذكَر أنّه كان متزوّجاً بأربع زوجات، رُزِق منهنّ بثلاثة وعشرين ولداً؛ خمسة عشر ذكراً، وثماني إناث،[٢] كما أنّ من مناقبه أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يحبّه، حيث دعا له قائلًا: (اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُ فأحِبَّهُ وَأَحْبِبْ مَن يُحِبُّهُ)،[٣] وهو من أهل بيت النبيّ الأطهار، وقد كان يروي الحديث عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وكان عابداً ذاكراً لله، كريماً مِعطاءً.[٢] وإضافة إلى ما سبق، فقد شهدت له مواقفه على تواضُعه؛ إذ كان يقبل دعوة ضعاف الناس، وفقرائهم، إن دعوه إلى الطعام أيّاً ما كان هذا الطعام، فلم تُنسِه السيادة التي أعلنها له رسول الله صفة التواضع لله، والترفُّق بالناس، حيث بيّن النبيّ -عليه السلام- للناس مكانة الحسن بن عليّ، وبشّرهم بأنّ الحسن سيكون سيّداً بين الناس، وسيصلح الله به بين الناس فيما رُوِي عنه -عليه السلام- حين قال: (إنَّ ابني هذا سيِّدٌ، ولعلَّ اللَّهَ أن يُصْلِحَ بِهِ بينَ فِئتينِ منَ المسلمينَ عَظيمتينِ)،[٤][٥] وكان -رضي الله عنه- مجتهداً في التقرُّب إليه -سبحانه-، وزهد في الدنيا وزينتها، وأقبل على ربّه؛ فكان إذا توضّأ تغيّر لونه؛ خوفاً، وإجلالاً لله -عزّ وجلّ-،[٦] أمّا وفاته -رضي الله عنه- فقد كانت بعد مرضه وله من العمر ستة وأربعون عاماً، في اليوم الخامس من شهر ربيع الأول في العام التاسع والأربعين من الهجرة، ودُفِن إلى جانب أمّه فاطمة الزهراء في البقيع.[٢]