رئيس التحرير

شهريار و جودر وجهان ل آل باتشينو الدراما المصرية

السبت 06-04-2024 00:52

كتبت/ نشوى بركات 

يخوض النجم ياسر جلال السباق الدرامي بمسلسل “جودر” واستطاع ان يكسر القاعدة ويثبت أن الإبداع يشرق في الجزء الثاني من الموسم الدرامي.

 

استطاع ان يثبت انه قادر على التلون والتبدل والتنقل بين الشخصيات المختلفة بسلالة، شهريار و جودر وجهان للإبداع الفني فالوجه الأول للملك الذي يخفى ضعفه ولينه خلف قناع من القوة والقسوة ،والوجه الآخر ل “جودر ” الحكيم الذي يحمل عدة رسائل من أهمها الرضا والصبر والحب والإيمان، وبهم يستطيع الإنسان أن يصنع المعجزات.

يقدم جلال هذا العام دراما فاخرة تنتمى لنوعية دراما الفانتازيا والتشويق والإبهار،فالعمل يعتمد بشكل كبير على الصورة والمؤثرات الصوتية والمرئية، في عودة وحنين لالف ليلة وليلة أشهر قصص الحب والخضوع وكيف للحب ان يصنع المعجزات وكيف استطاعت شهرزاد أن تخضع قلب شهريار لقوانينها وتجبره بالحيلة والحب أن يتبدل ويهدل عن فكرة الإنتقام من المساء بإنهاء حياتهن مع دخول فجر اليوم الجديد.

على المستوى الفني.استطاع ياسر جلال بما يملكه من خبرة و عشق للفن ،بالإضافة لكونه  صانع ماهر في صنعته، يستطيع ان يستشعر العمل الناجح وهو لايزال حبرعلى الورق، ثم يستخرج الشخصية و يحولها ل لحم ودم ويرسم ملامحها وينصهر فيها، وقد أضاف هذا العام لتاريخه الحافل بالاعمال الفنية  علامة جديدة وفارق ليزيد من التحدي، وينافس بشخصيتين مختلفتين شهريار الملك الذي رسخ في الاذهان بقسوته وصرامته والتظاهر بالقوة ليخفى خلفها قلب مهزوم بفعل الخيانة، واستطاع ان يؤدي الشخصية ويبرز تفاصيها بدقة بالشكل الخارجي، والتكوين الجسماني بعد  ان استطاع ان يتحول من مظهره الذي اعتاد عليه الجمهور في عدة اعمال اعتمدت على الاكشن والقوة الجسمانية بتكوينه الجسماني والعضلي الضخم ، لهيئة الملك “شهريار”المتقدم في العمر ذو الهيبة والتكوين الجسماني المتناسق والذي تخلى فيه عن العضلات المفتولة، ثم يعود ليتبدل مع بداية ظهور جودر لتجد نفسك امام شخصية من الشخصيات الخيالية التي رسخت في العقول مثل السندباد الرحال وعلاء الدين،ليظهر بمظهر شاب  قوي البنية بملامح شابة وقصة شعر مميزة شبيهة لأبطال الحكايات الأسطورية.

وبالرغم من السهولة التي يبدو عليها الدور، لكن العمل يحمل في طياته العديد من المعاني والرسائل العامة،التي تنوعت ما بين الرضا والرزق والحب والإيمان،وهى القيم التي تحلى بها جودر المصري.

العمل نجح في خلق حالة من التشويق والإنتظار عند المشاهد للتعرف على مغامرة جديدة من مغامرات جودر الخيالية التي تحمل مجموعة من الرسائل الهامة في فن التأقلم مع الحياة،  وبالرغم من الخيال الذي يطغى على القصة إلا انها تحمل رسائل تنعكس على واقعنا  الآن، وكيف للإيمان والحب  أن يخفف من صعوبات الحياة.

جودر المصري عودة قوية للدراما المصرية التي استطاعت ان تتعافى هذا العام وتعود بقوة للصدارة، لتُصدر الفن لكل الوطن العربي كما تعودناها، بمجموعة مختلفة ومتنوعة من الوان الدراما.

 

التعليقات مغلقة.