ساندي حسنين تكتب : المحرقة الإسرائيلية في رفح بين جرح الإنسانية النازف وصمت العالم المخزي
الإثنين 27-05-2024 20:31
إختصت الكاتبة والإعلامية ساندي حسنين مجلة مصر بمقالتها اليوم حول المحرقة الإسرائيلية في رفح والتي تجسد أبشع صور الإبادة الجماعية والإنتهاك الصارخ لحقوق الإنسان حيث إعتبرت أن المحرقة الإسرائيلية في رفح واحدة من أكثر الفصول السوداء في تاريخ النزاعات الحديثة وتجسد الوحشية والهمجية بأبشع صورها وأن تلك المحرقة التي راح ضحيتها الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال يجب أن تبقى في ذاكرة الإنسانية كرمز للظلم والتخاذل وفيما يلي المقال:
المحرقة الإسرائيلية في رفح واحدة من أكثر الفصول السوداء في تاريخ النزاعات الحديثة حيث تجسد الوحشية والهمجية بأبشع صورها تلك المحرقة التي راح ضحيتها الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال ويجب أن تبقى في ذاكرة الإنسانية كرمز للظلم والتخاذل
بدأت الأحداث عندما شنت القوات الإسرائيلية هجوماً شرساً على مدينة رفح جنوب قطاع غزة هذا الهجوم لم يكن يستهدف المقاتلين أو البنية التحتية العسكرية بل كان موجهاً بشكل مباشر إلى المدنيين العزل في الخيام حيث إحترقت بساكنيها والأطفال فقدوا حياتهم وهم في أحضان أمهاتهم بينما العالم يشاهد بصمت مطبق
حيث أن النتائج كارثية بكل المقاييس مئات الأرواح البريئة أزهقت وآلاف الأشخاص شردوا وتدمير شامل للبنية التحتية من مدارس ومستشفيات ومنازل وهذه الجرائم لم تقتصر على الدمار المادي فقط بل إمتدت لتشمل جروحاً نفسية عميقة ستظل آثارها على الأجيال الحالية والقادمة
ومن المؤلم أن نرى العالم يقف موقف المتفرج يتابع الأخبار والتقارير دون أن يحرك ساكناً حتى الدول العربية التي من المفترض أن تكون السند والعون إكتفت بالشجب والإدانة اللفظية دون إتخاذ أي خطوات فعلية لوقف هذا العدوان أما المجتمع الدولي فقد أظهر تقاعساً واضحاً وفشلاً ذريعاً في حماية الأبرياء وفرض العدالة
فإن تخاذل العالم أمام المحرقة في رفح هو جريمة بحد ذاتها وصمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن التحرك أنعش الشعور بالإفلات من العقاب لدى الجناة وأرسل رسالة خاطئة بأن دماء الأبرياء يمكن أن تراق دون محاسبة هذا الصمت الصاخب هو وصمة عار على جبين الإنسانية ويعكس ضعف القيم الأخلاقية التي يدعيها المجتمع الدولي
وإن تذكير العالم بهذه الجرائم هو واجب أخلاقي لأن السكوت عن الجريمة هو مشاركة ضمنية فيها ويجب أن تبقى صور الدمار وصيحات الضحايا في ذاكرة العالم كجرس إنذار ضد تكرار مثل هذه الفظائع المحاسبة هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والردع هو الوسيلة المثلى لمنع تكرار هذه المآسي
حيث أن المحرقة الإسرائيلية في رفح هي جرح مفتوح في جسد الإنسانية لا يجب أن يندمل إلا بالعدالة وإن هذا الحدث الأليم يستدعي منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً ضد الظلم والقهر من أجل بناء عالم أكثر إنسانية وعدلاً وعلى الجميع أن بتذكر الفلسطينيين لا كضحية لعدوان بربري فحسب بل كرمز للصمود في وجه الظلم وتخاذل العالم.