رئيس التحرير

“لجنة الشؤون الخارجية AFET في البرلمان الأوربي ” سقوط نظام الأسد في سوريا: مرحلة جديدة وسط معادلات نفوذ دولية وإقليمية صعبة

الإثنين 09-12-2024 15:53

 ‘ حالة “غرور القوة” التى كان عليها الأسد حالت بينه وبين إجرائه “دراسة جيدة” لوضع الحلفاء الداعمين له

قال السفير د الحبيب النوبي عضو لجنة الشؤون الخارجية AFET في البرلمان الأوربي, سكرتير عام لجنة السياسات العامة للشئون العربية والإفريقية, رئيس النادي الدولي لسفراء السلام في نيويورك إن نظام الرئيس السورى بشار الأسد، الذي سقط في 8 ديسمبر 2024، بعد 13 عاماً من الصراع مع قوى المعارضة السورية، وبعد 24 عاماً من احتكار الأسد الابن للسلطة. ومنذ بدء هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة السورية المتحالفة معها مسار الخروج من إدلب نحو حلب فى 27 نوفمبر 2024، بدا أن تغييرات فعلية قد تشهدها معادلة التوازن العسكرية على الأرض بينها وبين النظام السورى، وبدا أيضاً أن هذا السقوط السريع لقوات نظام الأسد يعكس فى المقابل تخطيطاً عسكرياً تم إعداده بدقة عالية من قبل المعارضة المسلحة على مدى عام مضى، كان هدفه الأولى هو إحداث تغيير فعلى على الأرض فى خريطة النفوذ بينها وبين قوات النظام خارج منطقة تمركز المعارضة فى إدلب؛ وتحديداً فى حلب وحماة، ثم جاء الانسحاب المتخاذل والسريع من قبل قوات النظام أمام تقدم المعارضة فى محاور استراتيجية داخل محافظة حمص الاستراتيجية ليفتح الباب أمامها لتحقق هدفها الرئيسى فى إسقاط حكم بشار الأسد فعلياً.

وأشار ” الحبيب النوبي” في تصريحات صحفية وإعلامية اليوم «لوكالة رويترز البريطانية » إلي أن ذلك توازى مع “تخلٍ” واضح، وربما متعمد، من قبل داعمى وحلفاء نظام الأسد من القوى الدولية والإقليمية لاسيما روسيا وإيران، عن حليفهما السورى فى ضوء حسابات المصالح “الجديدة / القديمة” التى تفرضها تداعيات عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى أكتوبر 2023. وبدا أيضاً أن الجار التركى لم يعد يحتمل مماطلات بشار الأسد تجاه مطلب التطبيع، وهو المطلب الذى كان مخططاً له حل إشكاليات “مزدوجة” لدى الطرفين التركى والسورى تمكنهما من إجراء مقايضات سياسية على الأرض وتجاه ملفات سياسية مهمة.

مشدداً أن مع إصرار الأسد على رفض خيار التطبيع، بدا أن صيغة استانا – التى باتت منتهية فعلياً- أصبحت عاجزة عن إقناع النظام بضرورة دراسة المستجدات على الأرض والتحولات النوعية التى تشهدها منطقة المشرق العربى وتأثيراتها على الحالة السورية، والتى تستدعى تفعيل مسار سياسى جديد يفضى إلى “عملية سياسية” تضع إطاراً محدداً لمفاوضات جادة بينه وبين المعارضة فى ضوء حسابات المصالح الجديدة / القديمة التى فرضتها تداعيات عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بداية من 7 أكتوبر 2023.

من ناحية أخرى قال المسؤول في البرلمان الأوربي أن نظام بشار الأسد أخطأ فى التقدير الاستراتيجى لموقف قواته على الأرض – اعتماداً على دعم الحلفاء- فى مواجهة زحف قوات المعارضة السورية من إدلب نحو حلب وحماة وحمص وصولاً إلى دمشق، وزحف مقابل لقوى أخرى متجهة من محافظات الجنوب السويداء ودرعا والقنيطرة تجاه العاصمة لتعلن سقوطها وإنهاء مرحلة حكم بشار الأسد فى سوريا. فحالة “غرور القوة” التى كان عليها الأسد حالت بينه وبين إجرائه “دراسة جيدة” لوضع الحلفاء الداعمين له؛ ومنعته كذلك من فهم طبيعة التغيرات والضغوط التى يتعرضون لها؛ فحلفاؤه إما دول منشغلة بإعادة ترتيب مصالحها مع نتائج التطورات الدولية والإقليمية كروسيا وإيران، وإما مليشيات متأثرة عسكرياً بتداعيات ما شهدته جبهة الجنوب اللبنانى من حرب صعبة مع إسرائيل.

اضف تعليق