رئيس التحرير

صرخة من قلب الريف.. قرار غلق بيوت الثقافة يهدد ذاكرة القرى ومواهبها

الجمعة 16-05-2025 03:33

كتب: عبدالله هيثم 

وسط مشهد ثقافي مرتبك، ومع صدور قانون الإيجارات القديمة، تفاجأ العاملون بالهيئة العامة لقصور الثقافة بقرارات غلق عدد من المواقع الثقافية المؤجرة بالمراكز والقرى، ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين قيادات العمل الثقافي، الذين اعتبروا القرار بمثابة حكم بالإعدام على ذاكرة القرى ومواهبها وأحلامها الصغيرة.

 

في رسالة غاضبة موجهة لمعالي وزير الثقافة والسيد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، حمل أحد القيادات الثقافية بمحافظة المنوفية – والذي أفنى 24 عامًا من عمره داخل الهيئة ويقود أكبر موقع ثقافي بالمحافظة وهو قصر ثقافة شبين الكوم – صرخة موجعة نيابة عن القرى والنجوع التي ستفقد ملاذها الثقافي الوحيد.

 

وقال في رسالته: “غلق المواقع الثقافية ليس حلًا، بل هو ترك القرى نهبًا للفراغ والتطرف والأفكار الظلامية، هذه البيوت التي قد تبدو صغيرة في نظر البعض، هي لدى أبناء القرى شرفات للأمل ومسارح للأحلام وميادين لاكتشاف الذات”.

 

وطالب بضرورة إعادة النظر في القرار وإعمال صوت الحكمة، مقترحًا عدة حلول، من بينها تشكيل لجنة عليا للتفاوض مع المحافظين حول تقنين أوضاع هذه المواقع أو توفير أماكن بديلة داخل المجمعات الحكومية، مع ضرورة تطوير وتأهيل العاملين بها، وضخ مزيد من الدعم المادي والتكنولوجي لها.

 

وأضاف المسؤول أن تركيز الأنشطة في المدن الكبرى وحرمان القرى من دورها الثقافي هو خطيئة كبرى لا تليق بدولة تسعى لاستعادة ريادتها الثقافية في المنطقة، محذرًا من أن غلق بيوت الثقافة في الريف يعني ترك الأجيال الجديدة فريسة للجهل والفقر الفكري، وهو ما قد يكلف الوطن كثيرًا.

 

واختتم قائلًا: “الريف ليس هامش الوطن.. بل قلبه النابض، وحين تموت الثقافة في قلب الوطن يم

وت الوطن كله”.

التعليقات مغلقة.