كتب : عبدالله هيثم 

القاهرة – في لحظة توثّق التاريخ وتُظهر كيف تُصاغ الصداقات بين جدران المعسكرات، ظهرت صورة نادرة تجمع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بصديقه وزميل دفعته الفنان الكبير أحمد مظهر، وهما لا يزالان طالبين في الكلية الحربية، قبل أن تفرّق بينهما ميادين السياسة والفن، ويجمعهما مجددًا مجد الوطن.

الصورة، التي التُقطت في ثلاثينيات القرن الماضي، تحمل ملامح شابة لناصر، الذي سيُصبح لاحقًا رئيس الجمهورية وقائد ثورة يوليو، وإلى جواره أحمد مظهر، الذي سيتألق على خشبة المسرح وشاشة السينما بأدوار خالدة مثل “الناصر صلاح الدين”.

لم تكن علاقتهما مجرد زمالة عابرة، بل صداقة مبكرة جمعت بين الانضباط العسكري والحلم الوطني، قبل أن يسلك كل منهما طريقًا مختلفًا نحو التأثير في وجدان المصريين.

أحمد مظهر، الذي اشتهر بلقب “الفارس النبيل”، لم يتخلّ يومًا عن اعتزازه بصداقة عبد الناصر، وظل يروي في لقاءاته عن أيام الكلية، حيث كانا يدرسان ويتمرنان ويخططان لمستقبل لم يتوقع أحد أن يصعد فيه أحدهما إلى قمة السلطة، والآخر إلى قمة الفن.

الصورة تعيد إلى الأذهان سؤالًا أزليًا: كيف تصنع الأقدار من مقاعد الدراسة قادة وأبطالًا، بعضهم يصنع التاريخ والآخر يخلّده.