رئيس التحرير

الإعلامية دينا النبلاوي لمجلة مصر: دعاء أمي سر قوتي.. وبرامجي رسالتي للناس

الثلاثاء 30-09-2025 15:28

حوار محمد أكسم

نتحدث اليوم عن إعلامية مصرية أثبتت حضورها المميز في الساحة الإعلامية بفضل اجتهادها، رقتها، وصدقها في الكلمة, تجمع بين الذكاء العملي والدقة والسعي نحو الكمال، وهو ما انعكس بوضوح على مسيرتها المهنية التي لم تعرف يوما التوقف أو الاكتفاء بما تحقق، بل كانت دومًا تبحث عن الجديد الذي يخدم جمهورها ويضيف قيمة حقيقية.

أن الإعلامية دينا النبلاوي واحدة من الوجوه اللامعة في سماء الإعلام المصري، شخصية تحمل في ملامحها الابتسامة الصادقة، وفي صوتها الثقة والدفء، وفي حضورها الإصرار على أن تكون دائمًا الأولى كما أرادت وكما تستحق.

عرفت “النبلاوى” بالدقة والالتزام وحب الكمال، لتجسد في حياتها المهنية والإنسانية صورة المرأة المجتهدة التي لا تعرف المستحيل، ولا تتوقف أمام العقبات.

بدأت رحلتها من بورسعيد، المدينة التي منحتها الصلابة والروح التواقة للحرية، ثم استقرت في القاهرة لتفتح لنفسها طريقًا نحو الإعلام.

درست وتعلمت واجتهدت حتى صارت اسمًا له بصمة خاصة، فكان برنامجها “إنتِ الأولى” نافذة مضيئة للمرأة المصرية بكل تفاصيلها وتحدياتها، ثم جاء برنامجها “من أول السطر” الذي أكد قدرتها على المزج بين الجدية والبساطة، ليصل رسالتها بسهولة إلى مختلف شرائح المجتمع.

لكن مسيرة “النبلاوي” لم تكن مفروشة بالورود؛ فقد واجهت محنة المرض واكتشفت إصابتها بمرض MS، وهو اختبار قاسٍ لم يتحمله الكثيرون، إلا أنها واجهته بروح قوية وإيمان راسخ، لم تكسرها دموع الضعف ولم تهزمها لحظات الانكسار. كان حولها سند كبير، تمثل في أم عظيمة، وأخت غالية، وخالة احتوتها بكل حب، فكنّ لها عونًا وسندًا، وكنّ سببًا في أن تعبر هذه الأزمة بسلام حتى كتب الله لها الشفاء. خرجت من المحنة أكثر قوة، وأكثر إشراقًا، لتعلن للعالم أنها ليست مجرد إعلامية، بل امرأة قوية حملت على كتفيها رسائل الأمل والإصرار.

اليوم، تقف دينا النبلاوي شامخة، فخورة بما حققته، وما زالت تطمح للمزيد. تنظر إلى المستقبل بعين واثقة، مؤمنة أن القادم أجمل، وأن الإعلام رسالة ومسؤولية قبل أن يكون شهرة أو أضواء. وفي كل خطوة تخطوها، تترك بصمة خاصة بها، مزيج من قوة التجربة الإنسانية وصدق الأداء الإعلامي.

هي ليست فقط صاحبة ابتسامة جميلة لا تفارق وجهها، بل هي دليل حي على أن الرضا بما كتبه الله هو سر السعادة، وأن الإرادة والإيمان يمكن أن يصنعا المعجزات.

فى البدانية نرحب بالإعلامية دينا النبلاوى أهلا بكم فى موقع مجلة مصر

من هي دينا النبلاوي؟ وكيف كانت بدايتك في مجال الإعلام؟

أنا امرأة مصرية من بورسعيد، درست التجارة ثم استكملت دراساتي في الإعلام. عملت على تطوير نفسي كثيرا، وكانت بدايتي الحقيقية في الإعلام بعد أن استقريت في القاهرة وتزوجت وأنجبت أولادي.

هل كان دخولك للإعلام حلمًا منذ الطفولة أم جاء بالصدفة؟

كان حلم حياتي منذ الصغر، لكن لم يكن متاحًا أن أتغرب وأسافر لدراسة الإعلام بالقاهرة. وعندما استقريت بعد الزواج، قررت أن أحقق الحلم، فبدأت بدراسة العلاقات العامة في الجامعة الأمريكية، ثم اتجهت للعمل في مجال الإعلام الذي أعشقه.

ما نوع البرامج التي تفضلين تقديمها: التوك شو، الفني، السياسي، الاجتماعي؟ ولماذا؟

قدمت أنماطًا مختلفة من البرامج، لكن قلبي يميل أكثر إلى الراديو والتليفزيون، لأنهما يقربانني من الناس بشكل مباشر ويمنحاني فرصة للتواصل الحي معهم.

كيف تستعدين قبل دخول الأستوديو؟ هل لديك طقوس خاصة؟

أحرص دائمًا على الاتصال بوالدتي قبل البث المباشر، فهذا يمنحني طمأنينة كبيرة وثقة في نفسي.

ما أكبر تحدٍ واجهك في حياتك المهنية؟ وكيف تغلبت عليه؟

أصعب ما واجهني هو إثبات نفسي وسط مجال مليء بالمواهب والمنافسة. لكن بالاجتهاد والدراسة والاعتماد على الموهبة، استطعت أن أجد لنفسي مكانًا.

كيف تتعاملين مع المواقف المحرجة أو المفاجئة على الهواء؟

المواقف المباشرة جزء من عملنا، مثل اعتذار ضيف في اللحظة الأخيرة، أو تجاوز أحدهم وقت الفقرة، أو حتى قطع البث لإذاعة بيان هام. في كل هذه الحالات أحاول أن أتصرف بهدوء ومرونة، وأحول الموقف إلى شيء طبيعي أمام المشاهد.

ما الذي تحرصين عليه دائمًا بعيدًا عن كرسي المذيع؟

عملي وأسرتي، فأنا أضع أولادي دائمًا في مقدمة أولوياتي.

هل للأصدقاء مكانة خاصة في حياتك؟

طبعا، لدي أصدقاء منذ أيام الجامعة، وما زلنا على تواصل حتى الآن. أعتبرهم “عِشرة عمر” لا تعوض.

هل الموسيقى والهدوء أصدقاء دينا النبلاوي؟

بالتأكيد. والدي كان موجه تربية موسيقية بالتربية والتعليم، وابنتي تغني أيضا، والموسيقى جزء أساسي من حياتي. أحب الأماكن الهادئة ذات الإضاءة الخفيفة، فهي تساعدني على الاسترخاء والتخلص من ضغوط العمل.

ما الحلم الذي لم تحققيه بعد؟

أتمنى أن أقدم برنامجًا كبيرًا على إحدى القنوات الفضائية الكبيرة و المؤثرة.

حكمة تؤمنين بها؟

“أنت حر طالما لم تضر”, وأؤمن أن الحياة قصيرة ولا تعاد، لذلك أعيشها بسعادة، وأسعى لتحقيق أحلامي، وأرضي الله، وأهتم بأولادي، لأنهم رسالتي في الحياة.

ما السر في ابتسامتك الجميلة والدائمة؟

لأنني راضية بكل ما كتبه الله لي، وأحمده في كل حال، حتى في أصعب الاختبارات.

أكلة تعشقينها؟

محشى

كيف ترين مستقبل الإعلام في ظل الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي واقع لا يمكن إنكاره، لكنه يفتقد الروح. قد يمنحك معلومة أو يقدم فيلمًا، لكنه لا يمكن أن يعوض الإنسان الحقيقي من لحم ودم.

ما النصيحة التي تقدمينها للفتيات الراغبات في دخول مجال الإعلام؟

إذا أردتِ دخول الإعلام أو أي مجال آخر، يجب أن تمتلكي الموهبة وتعملي على تطويرها بالدراسة والتدريب المستمر,ضعي هدفك أمام عينيك واسعي إليه بلا توقف، فبالإصرار والجدية ستصلين في النهاية.

إلى من تقولين “شكرًا”؟   

أمي أولًا، لأنها دعمتني في وقت عصيب حين اكتشفت إصابتي بمرض التصلب المتعدد (ام اس) ولولاها ما كنت “دينا النبلاوي” كمان أشكر أولادي الذين يمنحون حياتي معنى ودافعًا دائمًا.

كلمة أخيرة لمتابعيك من خلال موقعنا؟

أحبكم جدًا، وأتمنى أن أكون دائمًا عند حسن ظنكم، وأقدم محتوى هادفًا وموضوعات مفيدة لكل الناس.

هكذا أنهينا حوارنا مع امرأة، أثبتت أن النجاح الحقيقي يولد من رحم المعاناة ويكبر بالصبر والإرادة,من خلال كلماتها لمسنا قوة امرأة واجهت المرض بابتسامة، وخرجت من المحنة أكثر إشراقا وإصرارا على الاستمرار.

رسالاتها المليئة بالطموح والإيجابية كانت بمثابة دعوة لكل شاب وفتاة أن يتمسكوا بأحلامهم وألا يتركوا الصعاب توقف مسيرتهم. تبقى دينا النبلاوي نموذجا يحتذى به في الإصرار والعطاء، وإعلامية تعرف كيف تُضيء الطريق بالكلمة الصادقة والابتسامة الصافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *