جيهان أنور لمجلة مصر: رائحة اللوكيشن تمنحني الحياة والتمثيل رحلة صدق لا تنتهي
الأربعاء 17-12-2025 15:27
حوار محمد أكسم
تتمتع الفنانة جيهان أنور بموهبة فريدة لا تعتمد فقط على أدوات التمثيل التقليدية فحسب، بل تنبع من إحساس عميق وذكاء عاطفي ووجداني نادر، يجعلها قادرة على ملامسة قلوب الجمهور بصدق وسلاسة.
فهي فنانة تعرف جيدًا كيف ترتب أفكارها، وتحسن الإصغاء للشخصية قبل أن تجسدها، لتخرج لنا أدوارًا نابضة بالحياة ومليئة بالمشاعر الإنسانية الصادقة.
تقدم جيهان أنور أدوارها وبرؤية واعية، تؤمن بأن الفن رسالة إنسانية قبل أن يكون استعراضًا للقدرات، لذلك تحظى بمحبة صادقة من الجمهور وزملاء المهنة على حد سواء.
ويكفي أن تتعامل معها عن قرب لتدرك رقي أسلوبها واحترامها للجميع، سواء في موقع التصوير أو في لقاءاتها الصحفية أو التلفزيونية، حيث تجمع بين التواضع والاحترافية والصدق.
في هذا الحوار، نقترب أكثر من عالم الفنانة جيهان أنور، نكتشف ملامح رحلتها الفنية، ونستمع إلى أفكارها الهادئة ونظرتها العميقة للفن والحياة، في حديث يحمل الكثير من الشفافية والإنسانية، ويكشف عن فنانة استطاعت أن تكسب قلوب الناس قبل أن تحصد نجاحاتها الفنية.

فى البداية نرحب بالفنانة جيهان أنور أهلا بكم فى موقع مجلة مصر
كيف بدأتِ رحلتكِ في عالم التمثيل، وهل كان الوقوف أمام الكاميرا حلمًا يرافقك منذ الطفولة؟
بالطبع كان حلمي منذ الصغر أن أكون ممثلة، وكنت أسعى دائمًا لتحقيقه، لكنني كنت طفلة ولا يوجد أحد في العائلة يعمل في مجال التمثيل.
وعندما كبرت، انضممت إلى فرقة رضا لتكون نقطة بداية لدخولي معهد الفنون المسرحية، لكنني لم أستكمل الدراسة بسبب زواجي وابتعادي لفترة طويلة. وخلال تلك الفترة ظل الحلم يراودني بقوة، فقررت الالتحاق بورش تمثيل، وشاركت في ورش الأستاذ محمد صبحي، والأستاذ خالد جلال، وورش الهناجر، واجتزت الاختبارات وتم قبولي. كما التحقت بمركز الإبداع الفني، وكنت من خريجي الدفعة الثانية التي قدمت عرض «قهوة سادة»
إلى أي مدرسة فنية تنتمين؟
من وجهة نظري، الشخصية في أي عمل هي التي توظف الممثل لخدمتها، فالشخصيات أنماط، والناس في الشارع لا يمكن تصنيفهم في مدارس فنية محددة. ربما الأكاديميون ينظرون إلى المدارس الفنية من منظور فلسفي، لكنني أرى أن الارتجال هو أعظم مدرسة تمثيل.
هل تجدين نفسكِ أكثر في السينما أم التلفزيون أم على خشبة المسرح؟
المسرح هو أبو الفنون، ورغم أنه مجهد جدًا سواء في البروفات أو التكرار الذي قد يسبب تبلدًا مؤقتًا في المشاعر، إلا أنه متعة حقيقية. الممثل الشاطر هو من يستطيع استحضار المشهد كل يوم بشكل جديد، ويستقبل رد الفعل مباشرة من الجمهور.
أما السينما فهي تاريخ للممثل، لكن الفيلم يُعرض مرة واحدة وقد لا يحظى بالاهتمام الكافي, بينما تمنح الدراما فرصة أكبر للمشاهدة من خلال إعادة عرض الحلقات وبث المسلسل على أكثر من قناة.

عندما يصلكِ سيناريو جديد، كيف تتعاملين معه، وما المعايير التي تجذبكِ نحو شخصية دون غيرها؟
أقرأ السيناريو أكثر من مرة، وأركز على عمق الشخصية ومساحتها الدرامية، ومدى صدقها وتأثيرها في الأحداث. يهمني أن تضيف لي الشخصية شيئًا جديدًا، سواء على المستوى الإنساني أو الفني، وأحب الأدوار التي تحمل تحديًا وتكشف جوانب مختلفة من النفس البشرية.
حدثينا عن أصعب مشهد قمتِ بتصويره؟
الحمد لله، كل الأدوار التي قدمتها استطعت التعبير عنها بشكل جيد حتى الآن، ولا أستطيع أن أقول إن هناك مشهدًا بعينه كان الأصعب، لأنني أتعامل مع كل مشهد بنفس الجدية والاهتمام.
ما التحدي الذي واجهكِ في بداية مشوارك الفني، وكيف استطعتِ تجاوزه؟
أكبر تحدٍ هو أن تحافظ على مستواك الفني وتسعى دائمًا لتقديم الأفضل، وهذا لا يتحقق إلا بالاجتهاد المستمر والعمل على تطوير النفس.
حدثينا عن أهم التجارب التي عشتِها مع مخرجين وممثلين وظلت راسخة في ذهنكِ حتى الآن؟
هي مواقف أكثر منها تجارب، وكنت محظوظة جدًا بالعمل منذ بداياتي مع الأستاذ خالد جلال. ومن خلال إحدى الصديقات عملت في مجال الإعلانات، وهناك قابلت مجموعة من كبار المخرجين مثل الأستاذ شريف عرفة، وعمرو عرفة، ومروان حامد، وعثمان أبو لبن، وغيرهم. كما عملت مع إسلام خيري، ومعتز التوني، وأحمد الجندي.
اكتشفوا موهبتي وتعاملوا معي بشكل مختلف، خاصة بعد مشاهدتهم أحد العروض التي قدمتها في مركز الإبداع، ورشحوني بالفعل لأعمال فنية.
من وجهة نظركِ، كيف يطوّر الممثل من نفسه؟
من خلال الاحتكاك بالناس، والمشاهدة المستمرة، وأخذ الورش، والمذاكرة الدائمة,وعلى سبيل المثال، النجمة الكبيرة منى زكي، رغم موهبتها الكبيرة، تحرص دائمًا على حضور ورش خارج مصر، وكذلك الفنان أحمد حلمي الذي حصل على ورش قبل فيلم “عسل أسود”
فالممثل يجب أن يجدد أدواته باستمرار ويتعلم من الناس وسلوكياتهم المختلفة.
هل للأصدقاء أهمية في حياتكِ؟
بالتأكيد، لدي أصدقاء أحتفظ بهم منذ أيام مركز الإبداع ومن معهد الخدمة الاجتماعية، إلى جانب عدد كبير من المعارف في مختلف الأوساط، وأنا أحب الناس جميعًا.

حدثينا عن طموحاتكِ الفنية، وهل هناك شخصية تحلمين بتقديمها؟
ما زلت أطمح لتقديم أدوار أكثر عمقًا وتنوعًا، وأحب الشخصيات المركبة التي تحمل صراعات إنسانية حقيقية. لا توجد شخصية بعينها، لكنني أتمنى دائمًا أن أقدم أدوارًا تترك أثرًا في الجمهور.
حكمة تؤمنين بها؟
أمسك الفرصة بيدك وحافظ عليها، ولا تقل “مش هعرف”، بل قل “هحاول”, عندما تحاول ستتعلم، ومع التعلم ستتطور، وبالتأكيد ستنجح.
عادة سيئة تخلصتِ منها؟
كنت في السابق أتعامل مع الأمور بعصبية، لكنني الآن أنظر لكل شيء من زاوية مختلفة، واقتنعت أن كل شيء يحل بالهدوء والحكمة، وأن الحياة لا تستحق التوتر
ما الهوايات والاهتمامات التي تمنحكِ سلامًا داخليًا بعيدًا عن صخب الفن؟
أحب الهدوء والجلوس مع نفسي، فأنا من الشخصيات التي لا تعتمد كثيرًا على الآخرين، وأحب أن أقوم بشيء مفيد دون إهدار الوقت فيما لا يفيد
هل هناك مشروعات جديدة تستعدين لها حاليًا؟
هناك قراءات لعدة سيناريوهات، وعندما يكتمل أي مشروع بشكل نهائي سيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب
إلى من تقولين شكرًا؟
أقول شكرًا للأستاذ خالد جلال، لأنه علمني الكثير وأحدث نقلة حقيقية في شخصيتي. كان دائمًا يؤمن بأن كل شخص يجب أن يحصل على فرصته، ويتعامل بحنان، ويستمع جيدًا، ويقدم النصيحة الصادقة. مركز الإبداع بالنسبة لي مرتبط بشخصه، وأتمنى أن أعود لتقديم أعمال جديدة تحت إشرافه مرة أخرى.
وفي الختام، ما الرسالة التي توجهينها لجمهورك؟
أشكر كل من يحبني ويفرح لرؤيتي، وكل من يطلب التقاط صورة معي، فهذا يسعدني كثيرًا. كما أشكر كل صحفي أو متابع كتب عني كلمة طيبة أو تعليقًا إيجابيًا كان دافعًا حقيقيًا لي. شكرًا للجميع من قلبي.


اترك تعليقاً