كتبت شيرين الشافعى

في زمن تتسارع فيه الأزمات وتتقاطع التحديات الإنسانية عبر الحدود، يبرز اليوم العالمي للتضامن الإنساني كدعوة مفتوحة لإعادة الاعتبار لقيمة إنسانية أصيلة، تؤكد أن مصير الشعوب مترابط، وأن التعاون ليس خيارًا ترفيهيًا بل ضرورة وجودية لبقاء المجتمعات واستقرارها.

اعتماد الأمم المتحدة لهذا اليوم في العشرين من ديسمبر من كل عام لم يأتِ من فراغ، بل انطلاقًا من إدراك عميق بأن مواجهة قضايا عالمية معقدة مثل الفقر، والنزاعات المسلحة، والتغير المناخي، والهجرة غير النظامية، تتطلب تضافر الجهود الدولية، والعمل المشترك بروح المسؤولية والعدالة.

وخلال تناول برنامج” هذا الصباح” على قناة النيل للأخبار لهذه المناسبة، جرى تسليط الضوء على مفهوم التضامن الإنساني باعتباره حجر الأساس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي تقوم على مبدأ شامل مفاده أن التنمية الحقيقية لا تستثني أحدًا، ولا تترك فئات أو مجتمعات على هامش الاهتمام العالمي.

لقد أثبتت التجارب الحديثة أن التعاون الدولي قادر على إحداث تحول حقيقي في حياة الملايين، سواء من خلال الاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية، أو دعم المجتمعات المتضررة من النزاعات، أو توفير مظلة حماية صحية واجتماعية في أوقات الأوبئة والأزمات. ويظل التضامن الإنساني في هذه اللحظات الفاصلة هو الفارق بين العجز والقدرة على الصمود.

ولا تقتصر مظاهر التضامن على السياسات الدولية أو المبادرات الحكومية، بل تتجسد أيضًا في الدور الفاعل للأفراد والمجتمع المدني، من خلال العمل التطوعي، ودعم المبادرات الإنسانية، وتعزيز ثقافة التعاطف والمسؤولية المشتركة. فكل فعل إنساني، مهما بدا بسيطًا، يسهم في ترسيخ منظومة عالمية أكثر عدلًا وتوازنًا.

ومع احتفال دول العالم بهذه المناسبة عبر فعاليات توعوية، وندوات فكرية، وحملات إعلامية، تتجدد الدعوة إلى تحويل التضامن من شعار موسمي إلى ممارسة يومية، تُترجم في السياسات العامة، والسلوك الفردي، والوعي المجتمعي.

إن اليوم العالمي للتضامن الإنساني ليس مجرد تاريخ في أجندة الأمم المتحدة، بل رسالة متجددة مفادها أن العالم، رغم تنوعه واختلافه، قادر على الالتقاء حول قيم إنسانية مشتركة، تجعل من التعاون طريقًا لصناعة مستقبل أكثر أمنًا، وعدالة، وكرامة لكل إنسان.

وقد جاء هذا التناول الإعلامي ضمن إطار برنامج “هذا الصباح “بقناة النيل للأخبار، بإشراف أسامة راضي رئيس القناة، وإدارة علي عبد الصادق مدير البرامج، والتقرير من إعداد وإخراج سمر صلاح، مونتاج أحمد رمضان، وتعليق شيرين الشافعي.