زمن الفن الجميل …. سعد عبد الوهاب منظم ومستشار لالحان النشيد الوطني للأمارات العربية المتحدة
السبت 17-12-2022 21:26

كتبت: آيه شعيب
هوليود الشرق مصر والسينما المصرية فيها برع عدد من النجوم فى السينما المصرية، في العديد من الأعمال الفنية واستطاعوا حفر اسمائهم في تاريخ السينما، وها هو سعد عبد الوهاب … ولد الفنان والمطرب والملحن سعد حسن عبد الوهاب ١٦ يونيو عام ١٩٢٦م التحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة وتخرج منها في عام ١٩٤٩م ، وبدأ العمل في مجال الغناء فور تخرجه من الجامعة، حيث عمل بالإذاعة المصرية، وبعد خمس سنوات من العمل بالإذاعة اكتشفه المنتج والمخرج السينمائي الراحل حسين فوزي وقدمه للعمل في السينما من خلال فيلم “العيش والملح” مع النجمة الاستعراضية الفنانة نعيمة عاكف، وفي هذا الفيلم أظهر إلى جانب موهبته الغنائية موهبة أكبر في التمثيل .
بالرغم من قلة أعماله الغنائية إلا أنها تركت أثر في مجال الغناء العربي فهو ابن أخ موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ورث ‘سعد’ عن عمه الصوت الجميل ووالده رفض إحترافه الفن مبكرا وقد عاش طفولته وشبابه في رعاية محمد عبدالوهاب وبعد تخرجه عمل مذيعا في الإذاعة المصرية لمدة خمس سنوات، وكان يمتلك صوتا جميل فقرر الإتجاه للغناء لكن والده رفض أن يدخل المجال الفني قبل إنهاء دراسته ،أما اكتشافه في السينما فقد إكتشفه حسين فوزي في عام ١٩٤٩م ورشحه ليقدم دور البطولة أمام الفنانه نعيمة عاكف في فيلم “العيش والملح”، وقدم بعدها مع فوزي فيلم “أختي ستيتة” من بطولة الشحرورة صباح، وفي عام ١٩٥٠م شارك نعيمة عاكف بطولة فيلم “بلدي وخفة”، وفي العام نفسه عاد ليشارك مع صباح في فيلم “سيبوني أغني”، و عام ١٩٥١م قدم فيلم “بلد المحبوب”، وفي عام ١٩٥٥م قدم فيلم “أماني العمر” مع ماجدة، وفي عام ١٩٥٧م شارك مع إيمان وأحمد رمزي بطولة فيلم “علموني الحب”، والذي حقق بأغنياته شهرة واسعة، ومنها أغنية “الدنيا ريشة في هوا” والتي أعاد غناءها الكنج محمد منير ، وقدم مسلسل إذاعي بعنوان “حياتي” في عام ١٩٦٢م ، وعلى الرغم من قلة أعماله التمثيلية، لكنها حققت نجاحا كبيرا و تركت أثر في الجمهور .
تربية سعد عبد الوهاب المحافظة والدينية، جعلته يستشير الشيخ محمد شلتوت قبل دخوله المجال الفني، والذي نصحه بأن يقدم أعمالاً هادفة، وألا يغني للسكارى أو يقدم أعمالاً تثير الغرائز، وهذا ما جعله يرفض تقديم بعض الأعمال السينمائية التي تحتوي على القبلات وإلى جانب الغناء، قدّم سعد عبد الوهاب تجارب في التلحين لشريفة فاضل وصباح وفايدة كامل ومحمد قنديل
ابتعد ‘سعد’ عن الغناء لمدة ٢٠ سنه تقريبا عمل خلالهم مستشارا للأغنية الوطنية في الإذاعة بدولة الإمارات العربية المتحدة و من هنا ظهرت كثير من الاشاعات حول علاقته بعمه محمد عبد الوهاب، وبأن عمه هو السبب وراء سفره إلى السعودية، خوفا من أن يحقق سعد نجاحا أكبر منه ولكن كان العكس تماما فقد كان يساعده عمه الموسيقار محمد عبد الوهاب و يعطيه دائما الحانا خاصه له … فالصحيح هو أن ‘سعد’ إبتعد عن الساحة الفنية وعمل مستشار الأغنية الوطنية في الإمارات وفي عز نجوميته ونجاحه فضّل سعد عبد الوهاب الإبتعاد عن الفن، وعاش في السعودية فترة وذهب لأداء العمرة هناك، فجاءه عرض للعمل كمستشار للإذاعة، وحاول خلال هذه الفترة الإبتعاد عن الإيقاعات الراقصة والتركيز على الأغنيات الروحانية، وبعدها سافر إلى الكويت والبحرين والإمارات وعمل مستشاراً للأغنية الوطنية بالإذاعة ووضع لحن السلام الوطني الإماراتي، وعاش فترة في لندن وسجّل بعض سور القرآن الكريم قبل أن يقرر العودة إلى القاهرة مرة أخرى، لكنه إنعزل عن الوسط الفني وعاش مع إبنيه.
من أبرز و اشهر أغانيه “الدنيا ريشة في هواء” ،”القلب القاسى” ،”من خطوة لخطوة”، ” على فين وخدانى عنيك” “جنة أحلامي”، “شبابك أنت”، ” بنات البندر”، و”وشك ولا القمر”.
و في ٢٢ من نوفمبر عام ٢٠٠٤م رحل سعد عبد الوهاب، بعد أن عانى من المرض ثلاث سنوات، وتوفي في مستشفى فلسطين عن عمر يناهز ٧٥ عام.