بقلم : راندا يونس

كنت راكبة توك توك ورايحة مشوار وطبعا لان التوك توك مفتوح من جميع الاتجاهات كنت شايفة الشارع كله وسرحت شوية فى الناس اللى ماشية فى الشارع رجالة وستات واطفال وعواجيز اتمنيت ساعتها انى اعرف كل واحد فيهم اى قصته وبيفكر فى ايه وهو ماشى، بس الحاجة الوحيدة المشتركة بينهم كلهم انهم مش مبسوطين وشايلين هموم كتيرة اوى كسرة ضهرهم وطافية ضحكتهم ومضلمة ملامحهم، منهم اللى شايل هم مصاريف ولاده ومنهم اللى شايل هم مرضه أو مرض حد عزيز عليه، ومنهم اللى شايل هم شغلانة ياكل منها عيش ومش لاقى، وواحدة شايل هم جوازة ترحمها من كلام الناس، واللى اتجوزت واتطلقت او اترملت وشايلة هم بردو كلام الناس، واللى شايل هم دين مش قادر يسده، أو مشكلة مش عارف يحلها، أو شايل هم فلوس محتاجها ومش عارف يجيبها منين، أو أب شايل هم جهاز بنته عشان يسترها، وفى اللى شايل هم حق حتى اللقمة عشان يسد جوع عياله، وهموم غيرها كتير ماشية مع اصحابها وشايلنها فوق ضهرهم اللى اتحنى من كتر الشيل.

سرحت شوية فى كل ده وافتكرت همومى انا كمان اللى شايلاها، وسألت نفسى ياترى شيلنا للهموم دى كلها هايحلها ولا هانفضل ماشيين بيها طول العمر لحد ماتخلص علينا.

وقررت إنى ارمى همومى وانزلها من على ضهرى واعلمها تمشى لوحدها بعيد عنى، شيلك للهموم مش هايحلها بالعكس هايكسر ضهرك ويعجزك وتفضل همومك راكباك ومسيطرة عليك، وكلنا بننسى إن فى رب كريم رحيم أكبر من كل حاجة وكل المطلوب مننا إننا نسعى ونشتغل ونتعب ونعمل كل اللى علينا ونتوكل على اللى خلقنا لأنه قادر يخفف همومنا وينور طريقنا.. وافتكر دايما انك لازم تبطل تشيل همومك وعلمها المشى بعيد عن طريقك.