حوار محمد أكسم

بلاشك أن الإخراج السينمائي يعد من أهم الفنون التي تجمع بين الإبداع والرؤية التقنية، وهو العنصر الذي يحوِل النص المكتوب على ورق الى صورة حيه تلامس المشاعر وتجسد أفكار المؤلف على الشاشة. فهى مسؤولية كبيرة تتطلب خيالاً واسعاً، وحساً جمالياً، وقدرة على التواصل والقيادة، إذ إن المخرج هو من يمنح الفيلم “روحه” ويحدد كيف سيُشاهد ويُفهم ويُحس من قبل الجمهور,كما يعتبر الإخراج فناً متجدداً يتطور بتطور التقنيات والأنماط الفنية، وهو مرآة تعكس شخصية المخرج وثقافته ورؤيته للعالم. البداية الموفقة ومن هنا تبدأ مهمة المخرج منذ اللحظة الأولى لاختيار السيناريو فهو الذى يقود العمل، حيث يعمل على تحليل الشخصيات، واستكشاف العوالم التي تدور فيها الأحداث، وتحديد الرسائل التي يسعى الفيلم إلى إيصالها. مرحلة التحضير ثم ينتقل بعد ذلك إلى مرحلة التحضير، والتي تشمل اختيار طاقم العمل، وتحديد مواقع التصوير وتوجيه الممثلين، واختيار زوايا الكاميرا، وضبط الإيقاع الدرامي للفيلم. ولا تنتهي مهمة المخرج بعد التصوير، بل تستمر في غرفة المونتاج، حيث يعيد ترتيب اللقطات، ويشرف على الموسيقى التصويرية، والمؤثرات البصرية، وكل ما يتعلق بصياغة النسخة النهائية للفيلم. وفى إطار متصل تحرص مجلة مصر وموقعها الالكتروني أن تستضيف الشخصيات المتميزة فى كافة المجالات وتناقش إبداعاتهم من خلال أعمالهم المميزة التى تركت بصمه وتأثير ولاقت استحسان كبير عن الجمهور والنقاد. وضيفنا اليوم هو المخرج والمبدع أحمد عبدالله صالح وهو مخرج مصرى شاب, ليس مخرجًا تقليديًا، بل صاحب رؤية,نجح خلال فترة قصيرة في لفت أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء وذلك من خلال صناعة عوالم ومشاهد تجمع بين الواقع والخيال معاً فضلا عن التركيز على الصراع الداخلى للشخصية. والجدير بالذكر المخرج أحمد عبدالله صالح ولد في مدينة القاهرة عام 1981، بدأ حياته المهنية كمساعد مخرج في عدة مسلسلات درامية، واستهل أول أعماله الإخراجية بفيلم شكة دبوس، وسكر برة، وطربال رايح جا. كما يعد مخرجنا المتميز من الأسماء التي فرضت حضورها بثقة وتميز في ساحة الإخراج السينمائي, تتنوع أعماله بين الواقعية الاجتماعية والرمزية الفنية، وتحمل دائمًا بصمة واضحة تميزها عن سواها.

فى البداية نرحب بضيفنا المخرج أحمد عبدالله صالح أهلا بكم فى مجلة مصر من هو المخرج أحمد عبدالله صالح ؟

أنا شاب في بداية الطريق عشت 15 سنة وراء الكاميرا كمساعد مخرج لحد ما بدأت أول تجربة إخراجية لي في فيلم شكة دبوس في 2016 السينما بالنسبة لي مش مجرد شغل هي رحلة حياتية كل فيلم بعمله هو فرصة لخلق عالم جديد يعبر عن مشاعر وأفكار الناس.

كيف بدأت رحلتك في عالم الإخراج السينمائي؟ ولماذا اخترت الإخراج وهل مثلت دورا معينا؟

بدأت رحلتي أولًا بالتمثيل وكان هدفي الأساسي إن المخرج يختارني لأعمل في المجال ده. لكن كانت اللحظة الفارقة في حياتي لما اختارني المخرج الأستاذ أحمد يحيى رحمه الله للعمل كلاكيت, من وقتها بدأ فكري يتغير وعشقت الإخراج لأنني شعرت إني ممكن أكون جزء من العملية الإبداعية كلها عشقت رؤية الأفكار تتحول لواقع من خلال الكاميرا.

الى أى مدرسة فنية حضرتك ينتمى المخرج أحمد عبدالله صالح ؟

أنا بحب أخلط بين الواقع والخيال في الأفلام السينما مش بس عن تصوير اللحظات هي عن تجسيد المشاعر والأفكار بطريقة صادقة ومؤثرة.

كيف تتعامل مع الممثلين أثناء التصوير لتخرج أفضل أداء منهم؟

الممثلين بالنسبة لي هم شركاء في العمل بحاول أخلق لهم بيئة مريحة بحيث يقدروا يبدعوا في أدوارهم لكن في نفس الوقت بحافظ على رؤيتي الفنية في كل مشهد. كيف توفق بين رؤيتك الفنية ومتطلبات السوق أو المنتج؟ السينما بالنسبة لي هي الفن أولًا لكن السوق ليه متطلباته بحاول دايمًا أوفق بين الإثنين يعني بحافظ على رؤيتي الفنية وفي نفس الوقت بحترم متطلبات السوق عشان أقدر أوصل للناس بشكل أكبر. ماهى الموضوعات التى تشغلك وتريد التعبيرعنها ؟

بحب أتناول المواضيع الإنسانية وأركز على الصراع الداخلي والتحديات اللي بيواجهها الإنسان في حياته.

هل الجوائز مهمة لك كمخرج؟ أم أن تقييم الجمهور هو الأهم؟

الجوائز طبعًا مهمة لأنها تقدير للجهد اللي بنبذله في صناعة الفيلم لكن بالنسبة لي كان عندي تجربة مميزة جدًا في حياتي وهي لما استلمت جائزة أفضل مخرج عن فيلمي الأول شكة دبوس في مهرجان بغداد السينمائي بالعراق كنت طاير من الفرحة كنت حاسس إن كل التعب والجهد اللي بذلته طوال السنين دي كان ليه قيمة في اللحظة دي رغم كده تفاعل الجمهور مع الفيلم هو الأهم بالنسبة لي لأن السينما في الآخر هي عن التأثير في الناس وإيصال المشاعر والأفكار ليهم لو الجمهور حس إن الفيلم أثر فيه ده أكبر جائزة بالنسبة لي.

المخرج الكبير أحمد عبد الله صالح هل تعتقد أن السينما العربية تعبر بصدق عن واقعنا؟

السينما العربية لسه فيها فرص كتير للتطور في ناس مبدعة بتطرح قضايا حقيقية لكن محتاجين دايمًا نكون أكتر جرأة وصدق في عرض الواقع السينما لازم تكون صادقة مع الناس. ما أبرز التحديات التي تواجهك كمخرج في هذه الصناعة؟ أكبر تحدي هو الحفاظ على رؤيتك الفنية وسط الضغوط اللي بتكون من السوق والإنتاج السينما محتاجه وقت وجهد لتحقيق أفضل نتيجة.

ما الفيلم الذي تتمنى لو كنت مخرجه ؟

لو كنت مخرج The Godfather كنت هعيش تجربة مدهشة في سرد القصص وبناء الشخصيات.

من هو المخرج الذي تعتبره قدوتك أو مصدر إلهامك ؟

بحب فدريكو فيليني و ستيفن سبيلبرغ كل واحد منهم ليه طريقة مميزة في صناعة الأفلام.

من هم الأشخاص الذين كان لهم التأثير الأكبر على مسيرتك الفنية؟

من أهم الأشخاص اللي كان لهم تأثير كبير على مسيرتي الفنية هو المخرج الأستاذ أحمد يحيى رحمه الله والمخرج الأستاذ رفعت عزمي رحمه الله. مفيش شك إن المخرج الكبير الأستاذ نادر جلال رحمه الله كان له دور كبير في توجيه مسيرتي الفنية وبرضه المخرج الراحل الأستاذ علي رجب كان ليه بصمة كبيرة في حياتي حتى المخرجين الشباب اللي اشتغلت معاهم كل واحد منهم اتعلمت منه حاجة جديدة وأثر فيا بشكل مختلف.

ما هو أهم درس تعلمته على مدار حياتك ؟

أهم درس تعلمته هو إن السينما مش بس عن التصوير أو الإخراج لكن هي عن كيف تقدر توصل مشاعر الناس من خلال القصة لازم تكون صادق مع شغلك عشان الجمهور يحس بيه.

عادة سيئة تخلصت منها؟

كنت بستعجل في بعض الأحيان لكن تعلمت إن السينما محتاجه صبر وتروي لو استعجلت ممكن تضيع تفاصيل صغيرة بتخلي العمل مميز.

ما هي الحكمة التي تؤمن بها ؟

أؤمن إن الفن هو أداة للتواصل مع العالم لو كان العمل الفني صادق هيأثر في الناس ويخليهم يشوفوا العالم بشكل مختلف.

هل للأصدقاء أهمية فى حياتك؟وهل للصداقة معايير؟

الأصدقاء مهمين جدًا في حياتي وأنا مؤمن إن الصداقة الحقيقية مبنية على الصدق والاحترام المتبادل والمساندة في الأوقات الصعبة الصديق اللي يكون معاك في كل الأوقات هو اللي بيكون معاك بجد.

كيف تقضي يومك؟

يومي بيبدأ دائمًا بالتفكير في المشروعات الجديدة بحاول أضع خطة لكل يوم عشان أقدر أحقق اللي ناوي أعمله وبعدين ببدأ أشتغل على التفاصيل اللي بتخلي العمل يطلع بالشكل اللي أنا عايزه.

نصيحة تحب توجهها لمخرج مبتدأ؟

نصيحتي ليه هي اتبع شغفك وكون صادق في شغلك مش لازم تتبع الموضة لازم تركز على تقديم حاجة مختلفة وجديدة ولوكنت صادق في رسالتك هتوصل للناس.

كلمة تحب تقولها لجمهورك من خلال موقعنا ؟

شكراً ليكم على الدعم السينما هي رحلة مشتركة بينا وأنا سعيد إن أفلامي قدرت تلامس مشاعركم وإن شاء الله دايمًا نكون عند حسن ظنكم. فى النهاية نوجه الشكر للمخرج المتميز الأستاذ أحمد عبدالله صالح على هذا الحوار الجميل والأكثر من رائع